متابعات – الحرية نيوز – تستضيف العاصمة السويسرية جنيف بعد غد الاثنين اجتماعًا سياسيًا جديدًا، بمشاركة قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات بارزة، تحت رعاية منظمة “بروميدشن”. ورغم أن هذا اللقاء يُعد الثالث من نوعه في الأشهر الأخيرة، إلا أنه يأتي وسط انقسامات حادة داخل المشهد السياسي السوداني وجدل واسع حول فعاليته.
تحفظات سودانية تجاه المبادرات الخارجية
أكد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رفضه لأي حلول تُفرض من الخارج، مشددًا على أهمية التوصل إلى حلول نابعة من الداخل. يعكس هذا الموقف تحفظات سودانية واسعة تجاه المبادرات الخارجية، التي يعتبرها البعض غير متماشية مع إرادة الشعب السوداني.
مواقف متباينة تجاه المشاركة
شهدت الدعوة لاجتماعات جنيف تباينات ملحوظة بين القوى السياسية السودانية:
- الكتلة الديمقراطية: أعلنت اعتذارها عن المشاركة كتحالف بعد اجتماع داخلي شهد خلافات كبيرة بين قياداتها.
- قوى الحراك الوطني والمؤتمر الشعبي: قدمت اعتذارها عن الحضور.
- التحالف الديمقراطي بقيادة مبارك الفاضل والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل: أكدا مشاركتهما في الاجتماعات، ما يعكس الانقسام الكبير في المشهد السياسي.
- تنسيقية القوى الوطنية: أكد أمينها العام، محمد سيد أحمد الجاكومي، أن التنسيقية لم تُدعَ للاجتماع ولن تشارك، مشيرًا إلى أن هذه الاجتماعات لا تعبر عن إرادة الشعب السوداني، ووصفها بأنها محاولة لإحياء كيانات فقدت الدعم الشعبي.
التحديات التي تواجه اجتماعات جنيف
يرى مراقبون أن الاجتماعات تواجه صعوبات كبيرة حتى قبل انطلاقها، أبرزها:
- غياب التمثيل الواسع للأطراف السودانية الرئيسية.
- الانقسامات الحادة بين القوى المدعوة.
- غياب أهداف واضحة وشاملة للجلسات.
العبيد المروح، الكاتب والمحلل السياسي، أعرب عن شكوكه في قدرة هذه الاجتماعات على تحقيق نتائج ملموسة، معتبرًا أنها تعبر فقط عن مصالح محدودة لأجزاء صغيرة من المشهد السياسي. وأضاف أن أي محاولة لحل الأزمة السودانية لن تنجح دون إشراك جميع الأطراف الأساسية والتركيز على الحلول المستدامة.
الحلول يجب أن تنبع من الداخل
تبدو اجتماعات جنيف محاصرة بالتحديات، خاصة في ظل التأكيد المتكرر من القيادات السودانية، مثل الفريق البرهان، على أن أي تسوية سياسية للأزمة يجب أن تكون نابعة من الداخل وليس نتيجة لمبادرات خارجية. يظل المشهد السوداني في حالة من التعقيد، ما يتطلب توافقًا داخليًا حقيقيًا لتحقيق السلام والاستقرار.