متابعات – الحرية نيوز – حقق الجيش السوداني، يومي الجمعة والسبت، اختراقًا عسكريًا كبيرًا بفكه الحصار المفروض منذ أكثر من عام ونصف عن مقر قيادته العامة بالخرطوم، إضافة إلى سيطرته على مصفاة النفط في منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري.
تطور حاسم في مجريات الحرب
وصف خبراء إستراتيجيون هذا التقدم بأنه لحظة فارقة في الصراع المستمر منذ قرابة العامين بين الجيش وقوات الدعم السريع. وفي تقرير خاص، كشفت مصادر عسكرية وأمنية للجزيرة نت تفاصيل التخطيط والتنفيذ لهذه العمليات العسكرية التي مثلت نقطة تحول مهمة في مجريات الحرب بالسودان.
عملية فك الحصار: تخطيط محكم وتنفيذ دقيق
بدأت العملية عصر الجمعة بتنسيق بين ثلاث قوى عسكرية رئيسية:
- قوة من قيادة الأسلحة بمنطقة الكدرو بالخرطوم بحري.
- قوة قادمة من منطقة وادي سيدنا شمال أم درمان.
- قوة من سلاح المهندسين بجنوب أم درمان.
التقت هذه القوات بجنوب الخرطوم بحري قرب سلاح الإشارة، مما مهد الطريق لفك الحصار المستمر على القيادة العامة منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
قوات الدعم السريع تنفي وتقلل من التطورات
في المقابل، التزمت قوات الدعم السريع الصمت في البداية، قبل أن يصف أحد مستشاريها، الباشا طبيق، الالتحام بأنه “أكاذيب”. ورغم التشكيك، أصدر الجيش السوداني بيانًا مقتضبًا أكد فيه نجاح العملية كجزء من خططه المرسومة.
التداعيات الميدانية
بعد فك الحصار، بات الجيش السوداني يمتلك سلسلة إمدادات استراتيجية تمتد من بورتسودان شمالًا إلى الخرطوم. ويُرجح أن يبدأ الجيش توسيع نطاق سيطرته في الخرطوم بحري كخطوة لتحرير العاصمة بالكامل.
البعد السياسي والعسكري
يشير المحللون إلى أن التقدم العسكري سيمنح الجيش السوداني تفوقًا سياسيًا، مما قد يقلل احتمالات التفاوض مع قوات الدعم السريع في الوقت الراهن. ويعتقد الخبراء أن الجيش سيستمر في عملياته العسكرية حتى تطهير كامل مناطق النزاع، خاصة دارفور.
الخلاصة
يرى المتابعون أن السيطرة على القيادة العامة ومصفاة الجيلي يشكلان نقلة نوعية في الصراع بالسودان، وقد تسهم هذه التطورات في تعزيز موقف الجيش في مواجهة الدعم السريع وتحقيق الاستقرار في العاصمة الخرطوم. ومع استمرار العمليات العسكرية، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا حاسمًا في مسار الحرب والمشهد السياسي في السودان.