الصفر البارد | جلال الدين محمد إبراهيم ( ضاع صبري )

0

الحريه نيوز :

لو قمنا بتناول قصيدة شاعر الحقيبة ( عبيد عبد الرحمن) و فصلناها على ما أصاب الشعب السوداني من بعد استلام أحزاب (قحت ) إدارة الدولة لكانت القصيدة ( ضاع صبري ) تنطبق على كل ثانية تم حكم البلاد عبرها بواسطة أحزاب قحت التي فشلت في توفير أبسط مطالب الشعب فأصبحت (قحت ) الفاشلة .

وتعالوا نكتب القصيدة ذاتها (بتصرف) حيث نصها الرائع به كلمات تصف واقعنا البشع وكان ( عبيد عبد الرحمن ) لم يكن يصف فيها محبوبته بل كان يصف فيها حال الشعب مع حال بلاده السودان

حين قال :-

مـــالي يا ليل الهم تجمعلي

يا بـــدر بالله اســطـــعـــلي

وياسهيل ارجوك اسمعلــي

ترمي محيك في الكفل تعلي

يا حمــــام بالله اسجـــع لي

مالو ضائع في الخيال فعلي

فما أصاب الشعب السوداني من ضنك العيش ،، ومن فقد أساسيات الحياة ،، كهرباء صحة وتعليم وأمن الخ الخ ،، أمر لا يوصف ،، ويصيب الشعب بحالة من ( ضياع الصبر) فكل ما يفشل مسؤول في الإنجاز يطالب الشعب بالصبر ، والشعب ضاع صبره بين الوعود وبين ضنك المعيشة وفقدان أبسط الحقوق ( الكهرباء والموية ) تخيل بلد فيها كل مقومات إنتاج الكهرباء من محطات حرارية.

وتخيل من خلال عامين لم تستطع حكومة ( الكفاءات ) أن تؤمن لهذه المحطات وقود الفيرنست ،، طيب ما هي فائدة تعيين مسؤول في منصب رفيع ودفع مرتبات ومخصصات له بمبالغ عالية وينال الامتيازات وهو لا يقدم ولا يهش ولا ينش ،، ولا يعرف كيف يقوم بتأمين وقود فيرست لمحطات حرارية لتظل لفترة وصلت إلى عامين بلا عمل ،، ومحطات منطقة (قري ) الحرارية خير شاهد على ذلك .

فنطبق علينا باقي نص قصيدة الشاعر ( عبيد عبد الرحمن ) والذي نصه يقول :-

ترى ده الهلاك في الأعين النجل

لك نسائم الشوق دوام رســـلي

في هـــواك كـــم ضائعا” مثــلي

ماسلــــيت وانتـــي كيف تســلي

انا صـــــرت ميت وميت و مــيت

والــــــــــــدمـــــــوع غــــســـــل

ومن زاوية أخرى :- ظهرت لنا كذلك بعض العقول ذات النعرات ( القبلية والجهوية عبر الوسائط ا) والتي أصبحت تنادي بحديث لا يقبله المسلم ،، وأصبح البعض يناصر الجهوية والقبلية واتبع البعض ما يبث من بعض أصحاب الجهل ممن يخططون لتفرقة البلاد وتفكيكها بأسلوب المجاهرة بالجهوية والقبلية التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفعال الجاهلية .فهل نسى البعض قول الله سبحانه وتعالى :-

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ،،،

آليست هذا الاية بكافية أن يتوقف من له ولو قليل من إيمان بالله أن يتلاعب بالشعب ويقسم الناس إلى قبائل وجهوية هدفها الأساسي هو إشعال حرب أهلية ليصبح السودان مثل دول اخترقت بنيران الحروب الجاهلية ،، ألا يتق الله من يبث هذا الأسلوب الجهوي العنصري بين الناس عبر الوسائط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي ( التي أفسدت الشعوب ) من حساب الله يوم لا ينفع مال ولا بنون .

وهل ينسى البعض نص الآية في( سورة النساء) في قول الله سبحانه وتعالى :-

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) ،،

ومن ينشر في تسجيلات تشجع التفرقة بين الناس وتبث الكراهية والجهوية بين المسلمين فهو يهدف إلى إشعال حرب يقتل فيها المسلم أخيه المسلم بدعوة الجاهلية والقبلية والجهوية ،، ألا يتق الله من يفعل ذلك ،، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

آخر المدادمن حق البعض ان يرفض قانون الامن العام ،، ومن حق البعض ان ينادي بعودة قانون الامن العام ،، فقط الفيصل في الأمر هو قيام انتخابات عاجلة تأتي من خلالها حكومة وبرلمان منتخب،،، وتعدل القوانين حسب طلب الشعب ،، ولذلك قد يرفض البعض قيام الانتخابات ويطالب البعض بتمديد الفترة الانتقالية لأنه يعلم بأن الانتخابات لن تأتي به لسدة الحكم ولو بعد مليون سنة .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.