جريدة خليجية : دارفور.. الباب الخلفي لتأخر السلام والاستقرار في السودان

0

الخرطوم: عماد حسن

«كلما لاح بريق أمل في الأفق خطفته المنايا والظنون»، قول ينطبق على دارفور، الإقليم الممتد غربي السودان، وظل «كعب اخيل» للبلاد التي ما إن تقوم من كبوة الا تعثرت بأخرى، ويبقي باباً خلفياً تتسلل منه «منغصات» حالة الهدوء والتفاؤل الأولى التي عمت البلاد بعد ثورة ديسمبر المجيدة.ما إن بدأت الفترة الانتقالية تؤسس لمرحلتها حتى برزت دارفور، باشتباكات معهودة محدودة تطورت، بالتزامن مع طول فترة مفاوضات متعثرة حول السلام ، الى أعمال قتل وسلب وحرق، لتعود الصورة النمطية للصراع في دارفور الى سابق عهدها.عوامل مختلفة تعطل عملية السلام في دارفور وتمضي بها نحو طريق مسدود، ما دفع بالمفاوضين الى ابتداع ما يسمى بمسارات دارفور في اتفاقية السلام المرتقبة.ومسارات السلام، تشي بسبل وطرق مختلفة تكرس لفقدان التعايش السلمي، فهي وإن تحققت لا توحد مكونات الإقليم بل تعمل على تشظي ما كان موجوداً في حده الأدنى من التوافق والتعايش، حيث يري مراقبون، أن استراتيجية المسارات التي اعتمدت في التفاوض أخرت الوصول الى الاتفاق المنشود.التطورات في دارفور، من صراع مسلح واشتباكات قبلية واعتصامات شعبية، وسمتها الحكومة الانتقالية، بأجندة النظام البائد واتهمت فلوله بإشعال نار الصراع ، في مسعى لقصم ظهرها من الأطراف وإدخالها في أتون أزمات تبعدها عن تحقيق مطلوبات الفترة الانتقالية المحفوفة أصلاً بأزمات أخرى.استبعاد الأجندات الخارجية مصادر مسؤولة ، أبعدت اية أجندة خارجية في تطورات الأحداث الأخيرة بالإقليم، ورمت بثقل اتهاماتها على المكونات المحلية، سواء المحسوبة على النظام البائد أو الحركات المسلحة، بهدف تفاقم الانقسام والخلاف بين المجتمعات وعرقلة مكاسب الثورة وتعطيل مسار اتفاقية السلام .تناغم بين الحكومة والأمم المتحدةويراهن مراقبون، على التناغم بين حكومة حمدوك والأمم المتحدة، ويشيرون الى تفهم الأخيرة لما يحاك ضد الحكومة وإشادتها بالجهود التي تبذلها،لتحقيق السلام .إن المساعي المحلية والأممية لقطع الطريق أمام عودة العنف الى دارفور، والتزام الأمم المتحدة بدعم تنفيذ استراتيجية الحماية الوطنية ، تبقي على جذوة الصراع الدارفوري تحت الرماد، رهينة باتفاق سلام شامل، يترقبه الجميع لاستمرار عملية التحول الديمقراطي.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.