متابعات-الحرية نيوز-هل يقترب العالم من الركود الاقتصادي بعد إجراءات ترامب القاسية …تعرضت أسواق المال الأمريكية لهزة عنيفة يوم الخميس، حيث شهدت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت تراجعات حادة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على مجموعة من الدول الشريكة للولايات المتحدة في التجارة. وأثار هذا القرار مخاوف واسعة النطاق بين المستثمرين، وسط توقعات بأن يؤدي إلى تصعيد حرب تجارية عالمية وزيادة خطر الركود الاقتصادي، سواء في الولايات المتحدة أو على مستوى الاقتصاد العالمي ككل.
أداء الأسواق: خسائر حادة للمؤشرات الرئيسية
جاءت تداعيات القرار سريعًا في الأسواق المالية، حيث ساد الذعر بين المستثمرين، مما أدى إلى عمليات بيع مكثفة، وانخفضت المؤشرات الرئيسية بشكل حاد:
🔻 مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يضم أكبر 30 شركة صناعية في الولايات المتحدة، فقد 1,111.20 نقطة أو ما يعادل 2.66% من قيمته، لينهي تعاملاته عند 41,103.63 نقطة.
🔻 مؤشر S&P 500، الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة أمريكية، تراجع بمقدار 188.27 نقطة أو 3.32%، ليغلق عند 5,482.70 نقطة، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ عدة أشهر.
🔻 مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم أسهم قطاع التكنولوجيا، سجل الخسائر الأكبر بين المؤشرات، حيث هبط 789.63 نقطة أو 4.50%، ليصل إلى 16,811.42 نقطة، متأثرًا بالضغوط التي واجهتها أسهم الشركات الكبرى مثل آبل، مايكروسوفت، وأمازون، والتي تعد من أكبر المستفيدين من التجارة الدولية.
المخاوف من حرب تجارية واسعة النطاق و الركود الاقتصادي
أثار إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية الجديدة موجة من القلق بين المستثمرين والمحللين الاقتصاديين، الذين يرون أن هذه السياسة قد تؤدي إلى:
اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، حيث تعتمد العديد من الشركات الكبرى على الواردات من الدول المتضررة بهذه التعريفات.
ارتفاع تكاليف الإنتاج والتشغيل، مما قد يؤدي إلى تقليص هوامش الأرباح للشركات الأمريكية، وبالتالي التأثير على أداء الأسواق المالية.
زيادة معدلات التضخم نتيجة ارتفاع أسعار السلع المستوردة، مما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والعالم، حيث إن فرض تعريفات جمركية جديدة قد يؤدي إلى ردود فعل انتقامية من الدول الأخرى، مما قد يحد من التجارة الدولية ويؤثر على الشركات الأمريكية التي تعتمد على الأسواق الخارجية.
تحذيرات من الركود الاقتصادي
في ظل هذه التطورات، أصدر محللو بنك جي بي مورغان مذكرة تحذيرية للمستثمرين، أكدوا فيها أن استمرار ترامب في فرض المزيد من الرسوم الجمركية قد يدفع الاقتصاد الأمريكي نحو الركود الاقتصادي خلال عام 2025، مشيرين إلى أن احتمالات دخول الولايات المتحدة في حالة ركود كانت 40% قبل إعلان ترامب الأخير، لكنها قد تتزايد إذا تصاعدت الحرب التجارية.
وفي السياق ذاته، عبّر محللون آخرون عن قلقهم من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تراجع ثقة المستثمرين وزيادة التقلبات في الأسواق خلال الأشهر القادمة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي قد تشهد المزيد من القرارات الاقتصادية المثيرة للجدل.
ولم تقتصر التداعيات على الأسواق الأمريكية فحسب، بل امتدت إلى الأسواق العالمية، حيث سجلت البورصات الأوروبية والآسيوية تراجعات كبيرة، وسط مخاوف من أن تؤدي سياسات ترامب التجارية إلى إضعاف التجارة العالمية وإثارة ردود فعل انتقامية من الدول المتضررة، مثل الصين والاتحاد الأوروبي.
ويرى الخبراء أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأسواق، حيث ستراقب الأوساط المالية ردود أفعال الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ومدى استعداد الإدارة الأمريكية لتخفيف حدة التوترات أو تصعيدها.
في الوقت الحالي، يوصي المحللون المستثمرين بتوخي الحذر، خاصة مع التقلبات المتزايدة، والبقاء على استعداد لمزيد من التغييرات في الأسواق خلال الفترة المقبلة.
المصدر CNN + الحرية نيوز
