الجنيه السودانى يواصل الانهيار امام الدولار والعملات الاخرى
تتواصل عملية تراجع الجنيه السوداني أمام الدولار الأمريكي، وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية في تداولات الأسواق الأجنبية. حيث جاء هذا التدني بعد مرور قرابة الـ11 شهرًا من بداية التمرد في إبريل، الأمر الذي جعل الجنيه السوداني يخسر قيمته حتى بلغ مستوى قياسي بتسجيله 1388 جنيه سوداني مقابل كل دولار أمريكي. ويشهد معدل تبادل العملات تدهورًا مستمرًا سواء في السوق الرسمي أو في السوق غير الرسمي.
يعاني الجنيه السوداني من تراجع متواصل في القدرة الشرائية، مما أدى إلى تحول الأمر إلى أزمة تتفاقم يومًا بعد يوم. تسارعت وتيرة التدهور مع اندلاع المواجهات العسكرية بين القوات النظامية ومليشيا الدعم السريع في منتصف شهر أبريل لعام 2023. نجم عن ذلك ارتفاع حاد في سعر الدولار الأمريكي، ليصل إلى رقم غير مسبوق من مبلغ 570 جنيه سوداني، ثم شهد تصاعدًا أكبر ليتجاوز مستوى الـ 1300 جنيه سوداني. أدى هذا الوضع المتأزم إلى زيادة غير معتادة في تكلفة المواد والخدمات.
تشهد الأسواق الموازية ارتفاعاً في أسعار العملات الأجنبية مقارنة بالجنيه السوداني، حيث وصل سعر الدولار للبيع إلى حوالي 1420 جنيه سوداني، فيما بلغ سعر الشراء 1400 جنيه سوداني اليوم الأحد، الموافق لليوم السابع من شهر رمضان. تواجه السوق تذبذباً في أسعار صرف العملات التي يمكن أن تتجاوز القيم المعتمدة رسمياً في بعض حالات التحويلات المالية، وفق ما ذكرته مصادر مالية لمراسل “أخبار السودان اليوم”.
تشير الأرقام إلى تنامي قيمة عملات دول الخليج امام الجنيه السوداني، إذ بلغت قيمة الريال السعودي حوالي 373.33 جنيه سوداني، في حين تجاوز الدرهم الإماراتي الـ 378.74 جنيه سوداني، وكذلك شهد الريال القطري زيادة ليصل إلى ما يقارب 383.56 جنيه سوداني. هذه الارتفاعات تعكس التدهور المستمر الذي يمر به الجنيه السوداني والتأثير الضار الناتج عنه على السلع والخدمات الأساسية التي يحتاجها الناس.
تُظهر متابعات موقع اخبار السودان اليوم ان قيمة العملة الأمريكية في البنوك تشهد تذبذبًا ملحوظًا مقارنة بالجنيه السوداني، وتكون القيمة متباينة من مؤسسة مالية إلى أخرى. على سبيل المثال، في بنك الخرطوم يُقدر الدولار بحوالي 1090 جنيه سوداني، بينما ترتفع القيمة إلى 1150 جنيه سوداني في بنك أم درمان، وتزداد أكثر فأكثر لتصل إلى 1180 جنيه سوداني في بنك فيصل.
بعد سلسلة من الزيادات المتواصلة، تحدث وزير المالية عن الصعوبات التي تواجهها الحكومة في تنظيم سوق الصرف الأجنبي، مؤكدًا على الارتفاع الحاد في الطلب على العملات. وأوضح الوزير كذلك أن إيرادات الدولة قد شهدت تراجعاً عنيفاً بنسبة 80%.
تشير التنبؤات المستقبلة إلى أن العملة السودانية ستواصل انخفاضها بسبب الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تعاني منها البلاد. حيث أدت هذه المشكلة إلى انخفاض الإنتاج الاقتصادي بنسبة تقارب 40% خلال العام الماضي كما ذكرت المصادر الرسمية. هذا التراجع يؤثر بشكل سلبي على زيادة أسعار السلع والخدمات، مما يجعل الوضع المعيشي للمواطنين أكثر صعوبة وتعقيداً.