السودان: الطيب مصطفى يكتب: يا برهان .. هل آن الأوان لانعى لكم السودان؟!

0

حق للثائر الفلسطيني ابوجهاد أن يقول : (سيأتي يوم على هذه الأمة تصبح فيه الخيانة مجرد وجهة نظر)!
لذلك سأبدأ بما فرى كبدي وما كان ينبغي أن يزلزل الأرض تحت اقدام الشعب السوداني المغلوب على أمره ، لولا سلوك القطيع لدى كثير من نخبنا (المخدرة) والذي تعبر عنه مقولة ذلك الثائر المحبط.
من الآخر ، هل سمعتم قرائي بالتصريح الخطير الذي دسه المبعوث الامريكي الخاص للسودان دونالد بوث خلسة وعلى حين غفلة من الجميع والذي اعلن فيه عن دعم امريكا لتقرير المصير لجنوب كردفان والذي فسره بانه يعني (فصلها تماما)؟!
حتى لا (اشحتفكم) اقول إن بوث تحدث خلال مخاطبته لجلسة نقاش بجامعة كولومبيا بامريكا حول العلاقات السودانية الامريكية نظمتها (مؤسسة دراسات حقوق الانسان) في 24 ابريل الحالي ، تحدث عن مفاوضات جوبا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة وعن أن التفاوض حقق تقدما ملموسا فيما عدا التفاوض مع فصيلي الحلو وعبدالواحد محمد نور ، فقال ان الحلو اصر على الدولة العلمانية في مقابل تقرير المصير وعلق بوث بقوله (ان تقرير المصير في الواقع يعني الاستقلال) Which in effect means independence
مضيفا (حاولت ان اقنعهم أن ذلك ، حتى الولايات المتحدة او الآخرين سيدعمونه) I have tried to convince them that is something even the United States or others will support
إذن فقد اتضحت الحقيقة الكاملة من خلال هذا التصريح الذي يكشف لاول مرة عن التوجه الامريكي حول منطقة جنوب كردفان او سمها جبال النوبة والذي يكشف كذلك أن الثمرة قد نضجت للقطاف بعد حالة الوهن الضارب الاطناب والتخبط الذي يمسك بخناق السودان الآن في ظل الأزمات التي يمسك بعضها برقاب بعض.
لا تنسوا ايها الناس أن المخطط الامريكي المعلن من قديم ان ينفصل السودان الى خمس دول.
لكن لكي تتضح الصورة بشكل افضل علينا ان نقرأ مشروع القانون رقم (116) المعروض هذه الايام امام الكونقرس الامريكي (منشور في موقع لجنة العلاقات الخارجية) والمتزامن مع تداول مجلس الامن حول خطاب حمدوك للامين العام للامم المتحدة بشأن تنصيب بعثة سياسية اممية على السودان تحت الفصل السادس.
من المدهش والمثير بحق أن يناقش مشروع القانون الامريكي حول السودان في نفس الوقت الذي يتم فيه التداول حول الدور الجديد للامم المتحدة في السودان وأن يكشف ذلك القانون الامريكي بصورة مريبة تفاصيل الكيفية التي ستتدخل بها امريكا في السودان وكأنه ولاية امريكية كما ان مشروع القانون يشير بصراحة الى تدخل الامم المتحدة في السودان بحجة المساعدة في استقرار السودان واحلال السلام والانتقال الى الحكم الديمقراطي وغير ذلك مما كانت امريكا قد بشرت به قبل قدومها للعراق الذي مزقته ارباا
إذن فان امريكا تعمل على اعداد مشروع قانون لشرعنة التدخل في السودان في اطار المخطط الذي يتوارى خلف خطاب حمدوك الذي اكدت الأسافير انه اعد من قبل دول الترويكا (امريكا وبريطانيا والنرويج) وارسله حمدوك (لرئيسه السابق) الامين العام للامم المتحدة!
ومعلوم وفق مصادر مؤكدة أن سفير بريطانيا في الخرطوم (المتورك) عرفان صديق اعلن عن غضبة مضرية لتسرب خطاب حمدوك!
بالله عليكم اليس غريبا ان ينتقى لحكم السودان ، خلال هذه الفترة التي رتب لها بعناية ، رجل يحمل جنسية اجنبية وظل يعمل لعقود من الزمان في الامم المتحدة ليقوم بدور مماثل تماما ومطابقا لمنصبه السابق؟!
عجيب والله ان يكذب حمدوك بدون أن يطرف له جفن ويقول بالنص (نحن لأكثر من عشر سنين ، السودان بيدار من الامم المتحدة تحت الفصل السابع) وفي فقرة أخرى (اصلا السودان تحت وصاية الامم المتحدة ونحن حاولنا نطلعوا من المسالة دي)!
عجيب أن يلجأ الي الكذب مستهينا بالشعب السوداني العظيم ولتضليل القطيع المخدر! يقول ذلك بالرغم من ان بعثة (اليوناميد) تتعلق بدارفور فقط وليس كل السودان وحتى هذه البعثة جاءت بضغوط وتحفظ وتمنع من السودان وبعد تفاوض مضن ، ونص القرار على ان تكون لمدة 12 شهرا فقط تجدد سنويا من مجلس الأمن وليست كالتي (طلبها) حمدوك ولمدة عشر سنوات!
كذب مرة اخرى حين قال إن البعثة مافيها وجود عسكري بالرغم من ان خطابه طلب انتشارا عسكريا امميا في الخرطوم!
كذلك فقد كان مقررا لبعثة اليوناميد ان تنسحب من دارفور في يونيو 2019 لولا ان حمدوك مدد لها بدون ان يستشير مجلس السيادة والوزراء ، وليس صحيحا البتة ادعاءه انهم حاولوا اخراجها، بل العكس هو الصحيح.
ثم إن البعثة الموجودة حاليا مختلطة افريقية بالكامل بينما بعثة حمدوك اممية ، كما انها تتمتع بوصاية شاملة من حيث شمول تفويضها لكافة مهام الفترة الانتقالية ولكامل التراب السوداني فما من امر مهم للسودان الا ويكون للبعثة السياسة فيه رأي سيما وأن امريكا داخلة بثقلها وبقانون مجاز من الكونقرس لتحقيق اجندتها المعلنة والخفية!
لعل ما لا ينتطح عليه عنزان أن من اكبر ما حمل حمدوك ومن يقفون خلفه في الداخل والخارج على السرية وعدم طرح الأمر مسبقا على البرهان والمكون العسكري تحديدا هو ما ينطوي على المهمة (الأممية الأمريكية) من استهداف للقوات المسلحة بغرض عزلها من خلال توفير غطاء امني لا يجعل الحكومة في حاجة الى المساومة مع المكون العسكري ، بما يجعلها مطلقة اليد في قضية اعادة هيكلة الجيش السوداني وتصفية الدعم السريع ومحاسبة قادة القوات المسلحة على التهم التي ظل القحاتة يلهبون بها ظهرها من حين لآخر سواء حول فض الاعتصام او الاتهام بارتكاب جرائم في دارفور او غيرها.
ثم إن الخيانة العظمى التي ارتكبها حمدوك تتبدى في المؤامرة التي دبرت بليل بهيم على السودان وشعبه حيث كتب (سرا) للامين العام خطاب اخضاع السودان للوصاية الدولية ، بدون ان يستشير حتى رئيس المجلس السيادي البرهان ولا مجلس الوزراء!
بالله عليكم الا تستحق هذه الجريمة ان يحاكم عليها؟!
هل يعقل أن يصل خطاب الوصاية الى الامين العام للامم المتحدة قبل ان يعلم به رئيس السودان ..البرهان؟!الم اقل لكم انه لا يزال يتعامل باعتباره مرؤوسا للامين العام للامم المتحدة وليس للسودان وشعبه وقيادته؟!
لم نعلم بتلك المؤامرة التي تمت خلسة بين حمدوك ورئيسه (الاممي) ودول الترويكا الا بعد ان علمت بتلك الكارثة الكبرى والجريمة العظمى السفيرة الشاطرة سناء حمد ونشرتها بمقال داو حرك الساحة واقام الدنيا واقعدها.
اجتمع المجلسان السيادي والوزراء وبدلا من ان يقررا اقالة حمدوك وحبسه ريثما تتم محاكمته بتهمة الخيانة العظمى عدلوا الخطاب الذي ارسل الى الامين العام بما يزيل ما يمس السيادة الوطنية ولن اخوض في الجدل حول ما اذا كان الخطاب المعدل قد وصل الى الامين العام وحل محل النسخة الاولى التي ينبغي ان تسحب ولكني اود أن اسأل حمدوك:
الم تشعر يا رجل بالحرج والذنب عندما روجع خطابك وعدل ، والذي يعني انك لست مؤهلا لتقرر لوحدك ما ينبغي ان يكون عليه الخطاب ،علاوة على أنه ما كان ينبغي لك ان تنفرد بالقرار وتخفيه عن اصحاب الشأن والقرار ناهيك عن الشعب السوداني المغيب والمخدوع في حين انك تتحدث في ردك الهزيل على منتقديك ، عن الشفافية والحرية؟! اي شفافية يا رجل وانت تخفي _ ربما _ اخطر خطاب رسمي في تاريخ السودان؟!
لو كنت مكانك ، وقد عجز المجلسان عن اقالتك ، او على الاقل حملك على الاستقالة جراء تجاوزك لهما وخيانتك الوطنية وطلبك اخضاع السودان للوصاية الدولية ، لو كنت مكانك لاستقلت فقد رضيت الدنية لوطنك العزيز ومرغت انفه في التراب.
ثم إنه طالما انك رددت على منتقديك بفيديو مصور ، كان يتعين عليك ان تعتذر للشعب السوداني قبل ان توضح له ما اقدمت عليه من كارثة ومؤامرة طبخت من وراء ظهره ، كما كان ينبغي الا تدغدغ مشاعر المواطنين الذين احتقرتهم بالكلام العاطفي المخادع عن ان (شعبنا محصن وواعي تماما بالاخبار ذات الغرض البيقصد بيها النيل من هذه الثورة العظيمة).
يعلم القاصي والداني انك لم تكتب هاشتاقا او بوستا واحدا تاييدا لهذه الثورة قبل وبعد اندلاعها ، ناهيك عن ان تكون بذلت فيها أي جهد او عرق او دماء ، اما منتقدوك فانهم الاكثر بذلا وتضحية والشواهد ماثلة امامك فما الذي يجعلك تهاجمهم بدلا من ان تعتذر لهم؟!
قناعتي أن من يركض ركض الوحوش في سبيل ركل جنسيته السودانية (المنحطةفي نظره) ليس جديرا بان يوسد منصبا اكبر منه ، ولا اظن ان هناك بلدا غير السودان قلد منصب رئيس الوزراء لشخص يحمل جنسية اجنبية مما يجعلني اتمزق بمرارة مفقوعة وكبد (مهرودة) لان يتردى السودان الى هذا القاع ففاقد الشيء لا يعطيه ومن يتأفف من جنسية وطنه لا يمكن ان يتحلى بولاء يعصمه من أن يحتقرها او يقدف بها للغرباء ليدوسوها بالأقدام ، كما لا يستغرب منه أن يطلب اخضاع بلاده لبريمر جديد ينصبه حاكما عاما على السودان!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.