الفنان عوض الكريم عبد الله: الفنون في عهد الانقاذ تعرضت لظلم واقصاء، وتوفت في عهدهم تسجيلات الاذاعة لأكثر من عشرين عام

0

مع ارتفاع تكلفة الحياة اصبح الاعتماد على مطربين غير معروفين في المناسبات العامة والخاصة
مساحة بوح نفردها لمبدعين أثرو ذائقتنا السمعية، عبر جميل اغنياتهم او البصرية عبر ادوار لعبوها بخشبات المسارح او شاشات التلفزيونات، وغيرها من الضروب الابداعية، جالسناهم ضحكنا وبكينا معهم ونحن نقلب معاً بعض من أوراق العمر التي تضم فصولها حكايات لا تسقط بالتقادم، اليوم جالسنا رائد فن الغناء الشعبي عوض الكريم عبدالله:

* تفاصيل كثيرة نجدها ترتبط بالشهر الفضيل اصبحت بين ليلة وضحاها طي النسيان ؟
– كل الاشياء في السودان تغيرت، ولم تعد كما كانت واصبح الناس يقومون بشيئين هما الذهاب الى عزاء وتشييع الميت او حضور عقد قران، ما عدا ذلك لا احد يذهب لا احد، فقديما كانت الاسر السودانية حريصة على المجاملات، حتى في شهر رمضان كان افطار الشارع مهم اما اليوم فكل مظاهر الحياة الاجتماعية في تراجع.
* لماذا كل هذا التغيير؟
– اسلوب الحياة غيرته النواحي المادية، واصبحت (الناس جارية في العيشة ) كل رب اسرة يحمل على عاتقه هم اسرته، وكيف يوفر لهم حياة كريمة هذا جعل الكثيرين لا يفكرون إلا في كيف نوفر ثمن ايجار المنزل مصاريف المدارس،.. الخ
* وماذا عن الفن ؟
– الفن ايضا طاله ذلك التغيير، فقديما على سبيل المثال كنت اقوم بأحياء اكثر من خمسة وعشرين حفلة بالشهر، والان تمضي شهور دون أن نصعد الى المسرح، كما كانت الاسر حريصة على ان يحيي لها مناسباتها الخاصة فنانين معروفين، والاسر تقصد بيوت الأفراح من أجل الاستماع الى مطرب بعينه، اما اليوم ومع ارتفاع تكلفة الحياة اصبح الاعتماد على مطربين غير معروفين، من أجل تقليل التكلفة، كما كان الناس يذهبون من اجل الطرب الاصيل والاستماع الى مطرب صاحب أغاني رصينة لكن في زماننا هذا يأتون ولا يعلمون ماذا قال الفنان.
* عوض الكريم قليل الظهور اعلاميا وغائب عن البرامج الغنائية التي تقدم بالشهر الفضيل ؟
– بعض البرامج لم تعد تلبي الطموح، وحتى اشهر برنامج غنائي مثل اغاني واغاني هذا الموسم جاء بأصوات جديدة، لكنها لم تضف شيء للبرنامج بل بالعكس خصمت منه، لذلك هذه النسخة وحتى اليوم لم تجد من المتابعين لحركة الفنون سوى النقد، كما ان هناك برامج اخرى تركز على مطربين بعينهم فكان من الطبيعي ان يظهر مطربين ويختفي اخرين.
* بعد سقوط النظام ما بين التفاؤل والتشاؤم كيف تنظر الى حال الفنون ؟
– بداية الفنون في عهد الانقاذ تعرضت لظلم واقصاء، وتوفت في عهدهم تسجيلات الاذاعة لأكثر من عشرين عام، غناء كثير لم يتم تسجيله وبالتالي هو ارث فني مضاع، مطربين كبار ماتوا ويحلمون بأن تسجل اغنياتهم عبر الاذاعة، وشعراء توقفوا عن الكتابة من شدة الاحباط، لذا نحلم بان تعود تسجيلات الاذاعة وان يعود للفن مكانته القديمة.
* بصفتك الشخصية هل من ضرر وقع عليك في عهد الانقاذ؟
– سأقدم اعترف عبركم ولأول مرة وبعد مرور ثلاثين عام من حكم البشير، واقولها بأعلى صوت واتمنى ان تصل الى عمر البشير في سجن كوبر، انا تعرضت لمحاربة في عهدك، بل وصل الأمر أن تم انزالي من المسرح بأحد بيوت الأفراح وأنا اغني بحجة ان الزمن المحدد للحفل قد انتهى، بينما تبقى له اكثر من ربع ساعة، وعندما ذهبنا الى المحكمة اتو بشهود زور، وقالو أن الساعة كانت الحادية عشر تمام وأنا لم انهِ الحفل، لذا نتمنى ان تكن المرحلة القادمة عادلة للجميع، وانا متفائل بشباب الثورة في ان يتغير السودان على ايديهم فثورتهم عظيمة وهم عظماء.
* البعض يرى ان فن الغناء الشعبي في تراجع مقارنة بالحديث ؟
– الغناء الشعبي لن يتراجع، والدليل أن هناك اصوات جديدة، من وقت لأخر تظهر في سوح غنائه واذا حاولنا الحديث عن اشكال الفنون على وجه العموم سنجدها في تراجع مند ثلاثين عام.

حوار: رندة بخاري
الخرطوم: (صحيفة الجريدة)

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.