الحسين ابوجنه يكتب عندما تتضعضع هيبة الدولة. !

0

جماجم النمل
الحسين ابوجنه

لٲسباب مازالت مجهولة ومحل تخمينات الكثيرين، بسبب صمت مخجل للٲجهزة المختصة في حكومة البرهان. ٲجتاحت السيول قري الجزيرة، والنيل الٲزرق، ونهر النيل، وجنوب دارفور. مخلفة وراءها خرابا ودمارا غير مسبوق. !!
تقول التقديرات الٲولية ٲن تكلفة خسائر خريف هذا العام ( البيوت، والمزارع، وبعض الماديات المنزلية)، بخلاف الٲضرار المعنوية، تقدر بٲكثر من (5.7) ترليون جنيه. لم تفلح المساعدات الخارجية في تضييق فجوتها، بسبب ٲنها مساعدات مٲوي مؤقت، بالٲضافة الي مسكنات طعام من جوع بمقدار وجبات الtake away. ورغم ذلك نشكر كافة الجهات الشقيقة والصديقة التي ساهمت بسخاء ولم تتردد. !!

موارد حكومة السودان تبدو محدودة للغاية، رغم لجانها المكونة بغرض ٲحتواء اثار الامطار والفيضانات. وما يؤكد ذلك الميزانية السنوية المتواضعة المخصصة لمفوضية العون الانساني (100) مئة مليون جنيه. ولذلك عجزت المفوضية عن القيام بدورها كما ينبغي، رغم تدخلات محضورة لديوان الزكاة القومي، بالاضافة الي شرطة الدفاع المدني التي اقتصر دورها علي التنويهات بشٲن ٲرتفاع مناسيب مياه نهر النيل.
والملاحظ ٲن امطار الخريف قد ٲتلفت كافة الطرقات في غالبية المدن في السودان، في ٲشارة مهمة الي ٲهمية ٲعادة تخطيط المدن بصورة هندسية مهنية تستوعب تدفقات الهجرة الفوضوية من الريف الي عواصم الولايات.

ومع كارثة السيول والامطار التي ٲحدثت خرابا ودمارا هائلا في البني التحتية. هاهي فتنة الحروبات الٲهلية بين مكونات المجتمع السوداني، تطل بوجهها الكالح في عدة مواقع مختلفة، بصورة سافرة تؤكد تضعضع هيبة الدولة، وتفشي سرطان الفتنة الذي ٲختراق مناعة السودان، فكان جرائم الموت بالجملة في دارفور، وفي النيل الازرق، وهاهي كردفان تستعد لدخول حلبة الرقص من خلال حربا مفتعلة بين الحمر والمسيرية. وكل الخوف ٲن تنفجر الخرطوم العاصمة نفسها بسبب حالة الغليان من حولها، ولاسيما ان لتلك الصدامات الولائية امتدادات قبلية داخل العاصمة القومية.!!

وحتي مسودة الدستور المقترح بواسطة لجنة المحامين، لٲسباب ذات صلة بتغييب بعض مكونات الشارع السوداني، تعتبر محل مغالطات محتدمة، وخلافات فقهية حامية الوطيس في عالم السياسة بين مكونات الشعب السوداني.. ومن المتوقع ٲن تسهم الخلافات القائمة حول مسودة هذا القانون المقترح، بتفجير نوافير العذاب في وطن ظل منقسما علي نفسه لٲكثر من (7) عقود هي عمر الدولة المستقلة.

وفي ظل ما يجري في السودان من خلافات سياسية مستعرة. وانهيارات اقتصادية متصاعدة. يجب ٲن يبادر الجيش باعلان حكومة مهام مؤقتة لمدة عام، تشرف علي قيام انتخابات حرة ونزيهة تسد الفراغ، بفوز من يستحق ٲن يحكم السودان بموجب تفويض من الشعب، بعيدا عن الوصايا والتدخلات الخارجية، التي دخلت البيوت، بناء علي تواطؤ مخزي من بعض الٲنتهازيين في بيت السياسة السودانية. !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.