الفريق الغالي .. القائد المحنك و المهني الحصيف .. دمت كبيراً يا رجل

0

همس الحروف

الباقر عبد القيوم علي

في هذه الأيام كثيراً ما نجد بعضنا يقوم بتسميم الميديا ببعض الرسائل حمالة الشر ، و من المؤكد ذات أبعاد إستراتيجية تخدم أجندة معلومة للجميع ، و هي عبارة رسائل تم طبخ محتواها على نار هادئة بعناية فائقة و تم توجيهها لتدغدغ وتر عاطفة القراء ، لها في ظروف معينة ، حتى يتثنى لهؤلاء توجيه رسالتهم الأخرى ذات الأهمية تبعاً لها ، حيث تكون مناسبتها شبيهة بها ، و هي بلا شك موجة و تحمل أغراضاً شيطانية و أهدافاً محددة ، و نحن نستهين بها ، و لا نتحقق من مدى صحتها ، فنساعد في نشرها وننسى حجم الضرر العام الذي يمكن أن تسقطه على المجتمع ، فهذا السلوك يمثل مدارس إشتهرت في الآونة الآخيرة بكررها للحق الذي يؤيده الله من فوق 7 سماوات ، فما أخطر هذه الصغائر المهملة من الرسائل التي نروجها بدون هدى و بدون وعي ، فنساعد بذلك على ترويج مواد تحمل الشر و تساعد في نزع ما تبقى من لنا من خير و صفات نبيلة .

قبل يومين إنتشرت في الميديا رسالة تم توجيهها ضد الفريق محمد الغالي الأمين العام لمجلس السيادة و كان الغرض منها الاغتيال المعنوي لشخصية الرجل ، هي عملية كانت متعمدة ، فمثل صناعة هذا المحتوى الضار يكون بلا شك الهدف الأساسي منه هو تدمير المصداقية و السمعة و ترسيخ صورة سوداء و قاتمة عن الشخصية المعنية ، و هذا علاوة على تسميم الأجواء العامة ، فهذا الإسلوب الرخيص إنتشر كثيراً في هذه الأيام لإستهداف المؤسسات التى يتبع لها من يقع عليهم الإختيار ، فيسخدم صناع هذا المحتوى طرقاً مختلفة و لكنها مفضوحة للجميع لأجل تمرير رسائل ضارة و ذلك برفع الاتهامات الكاذبة ، وزرع الشائعات المغرضة وتعزيزها ، والتلاعب بمعلومات قد يكون القليل منها حقيقي و الكثير منها كاذب ، فيتم بثها من أجل التضليل متلاعبين بأنصاف الحقائق لترسيخ صور ذهنية مشوهة عن الشخص المعني و كذلك للمؤسسة التي يتبع لها .

الرواية تقول في ليلة 6 ابريل الماضي , أي قبل 4 اشهر فقط , قام الشاب (ادريس محمد ادريس) سائق ترحال بأخذ مشوار من الحارة العاشرة إلى الحارة الـ38 , و اثناء مرورهم امام مقر جهاز المخابرات العامة , قام ضابط الصف بجهاز المخابرات (يوسف عبد الله فضل) بإطلاق النار نحو سيارة الترحال دون سابق انذار , مما ادى لمصرع الراكبة صاحبة المشوار ( صفات الحاج احمد ) برصاصة اخترقت جانب صدرها و خرجت من الجانب الاخر مما ادى لوفاتها على الفور رحمها الله, بينما اصيب السائق ادريس اصابات حرجة بعد استقرار عدد من الرصاصات ببطنه, وعند التحقيق مع المتهم المذكور في البوست في قسم الشرطة قال لهم بكل برود انه تخيل سماع صراخ غير معروف المصدر .. )إنتهي البوست) ، البوست ذكر الواقعة بتفاصيل دقيقة و لم يذكر مركز الشرطة و رقم البلاغ الذي تم تدوينه .. لا أريد أن أكذب الحدث ولكن سأترك الأمر لحصافة القراء لتقييم الأمر الذي أراد ناشر البوست ان يجعل من هذه القصة أساس لسلوك كل منتسبي جهاز الأمن و المخابرات و حاول أن يربط بينها و بين مقتل الإبن محمد مجدي أمام نادي النيل بالخرطوم عليه ألف رحمة من الله .

ولكن ناشر البوست تعمد الزج بالفريق محمد الغالي يوسف ، الامين العام لمجلس السيادة مدعياً أنه ارسل خطابات للمحكمة و النيابة وجهاز المخابرات ، وذلك بغرض حماية القاتل (لماذا .. الله و رسوله أعلم) ، فلقد أصبح تلفيق مثل هذه الإدعاءات التي لا تسندها شواهد من السهولة بمكان و ذلك لخصوبة البيئة التي تشكل المشهد السياسي الحالي ، فأصبح من الممكن ترسيخ صور ذهنية سالبة عن بعض الأشخاص الذين يعتبرون أبعد الناس عن مثل هذه المشاهد ، ولكن و بكل أسف لقد أصبح هذا السلوك هو الطريق الاوحد و الأكثر قذارة في مثل هذه الحروب و المناكفات السياسية التي يتم فيها إغتيال الشخصية الأنسب لجر كامل المؤسسة التي يتبع لها كشريك أصيل في مثل هذا الإدعاءات التي لا تحترم عقول القراء .

لمن لا يعرف الفريق الغالي ، فهو رجل مهني من الطراز الأول تدرج بمهنية عالية في كل الرتب ، من رتبة الملازم إلى أن وصل إلى هرم القيادة بكل إقتدار ، فهو بلا منازع قائد فذ ، و إداري فطن ، و تنفيذي محنك ، و لا يمكن أن يزج بنفسه في مثل هذه الطرهات السمجة حتى يكون مصدر شبهة ، صغر حجمها أو كبر ، فكيف يريدون أن يصوروا لنا هذا القائد بهذه الصفات التي لا تتناسب و شخصيتة القيادية لتجعله في مكان بلاهة ، فكيف يمكن ان يتدخل في مثل هذا الإدعاء عبر مراسلات مكتوبة مع الجهات التي ذكرها صاحب الإدعاء ؟ ، حيث أنه إدعى أن لديه ملف كامل عن هذه المكاتبات التي كانت لأجل طمس معالم القضية إذا صح وجودها في الأصل ، و لهذا يجب على القراء الكرام إستنطاق حصافتهم لمعرفة إجابة منطقية للسؤال الذي يفرض نفسه : ما هي الفائدة التى يرجوها القائد الغالي من كل هذا الإدعاءات إذا قام بفعل ذلك حقيقة و على أرض الواقع ؟ ، و يحضرني في هذه السانحة المثل القائل : (إذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل) ، فيجب علي الجميع رفض و إستنكار هذا الأسلوب القذر الذي سيغير في ملامح الخارطة الأخلاقية للشعب و سيهدم معه الكثير من القيم النبيلة التي كانت فخر من فخر للشعب السوداني ، أسال الله الهداية لي و للجميع .. و الله من وراء القصد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.