الذكري 17 لرحيل القائد الملهم الدكتور قرنق دي مبيور أيقونة الربط المحكم بين قضايا الريف والحضر

0

بقلم : بدرالدين موسي

تأتي هذه الذكري لرحيل القائد الملهم الدكتور جون قرنق دي مبيور الزعيم الروحي ومؤسس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، والبلاد تمر بمخاض عسير وأزمة سياسية خانقة وانسداد في الافق بعد ثورة عظيمة انجزها شعبنا في مسيرة ثلاثين عامآ من النضال التراكمي في الريف والحضر وفي تكامل تام بين الكفاح المسلح في هامش السودان والعمل السلمي الديمقراطي في المدن ؛ تأتي اهمية هذه الذكري والبلاد في وضع سياسي معقد وتاريخ مفصلي يضع الكثيرين من الافراد والجماعات السياسية في اختبار اخلاقي وعملي من مواقفهم المبدئية تجاه عملية السلام وإيقاف نزيف الدماء في مناطق الحروب في ريف السودان؛ ما نراه اليوم بام اعيننا ان الكثيرين قد سقطوا او في طريقهم للسقوط في هذا الاختبار العصيب.
في هذه الذكري لا بد للعودة لافكار ورؤي الزعيم الراحل للنهل منها والتزود بها حيث استطاع قرنق ان ينقل الحركة الشعبية من اقاصي جنوب السودان الي كل السودان رابطآ قضايا الريف والحضر ربطآ عضويآ لا فكاك منه مما يجعله يستحق لقب ايقونة الربط المحكم بين قضايا الريف والحضر دون منازع.
مما يجدر الاشارة اليه في هذه المقالة في منتصف ثمانيات القرن المنصرم حينما انجز السودانيين ثورتهم في أبريل ١٩٨٥م ولم يمضي حينها علي تأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي عامان ؛ حينما ادركت الحركة قصر نظر الفاعلين السياسيين وقتها وعدم وجود رؤية واضحة لديهم تجاه قضايا الحرب والسلام بعد الثورة مضي الدكتور قرنق والحركة الشعبية في طريق الثورة ناعيآ تلك الحقبة بمايو ٢ واستمر في طرح رؤيته للسودان الجديد وجذب الكثيرين من المثقفين من ابناء ذاك الجيل من مختلف السودان الذين ارتد بعضهم اليوم لتقديرات سياسية تخصهم ليس لها علاقة بقضايا الحرب والسلام بل في محاولة بائنة منهم للتملص عنها والفكاك منها.
الحركة الشعبية طيلة تاريخها النضالي بجانب رؤيتها الكلية للازمة السودانية ظلت قضايا الحرب وانهائها وحقوق شعوب مناطق الحروب في ريف وهامش السودان من صلب اولوياتها ؛ واستطاعت ان توازن وتوائم وتلائم بين قضايا السلام والديمقراطية والدولة المدنية في كل الحقب حربآ وسلمآ ومن اجل ذلك خاضت العديد من جولات التفاوض وأبرمت معاهدات واتفاقيات بموجبها اصبحت جزءا من تركيبة الحكم دون ان تتنازل عن مبادئها في الديمقراطية والدولة المدنية.
بعض الاصوات التي تظهر اليوم داخل الحركة الشعبية لتجيير موقف الحركة من عملية السلام لصالح موقف تيار سياسي من تيارات قوي الثورة السودانية ما هو الا تزييف لحقائق الواقع وترمي لاستبدال الحواضن الطبيعية والتاريخية للحركة والتنصل عن قضاياها ؛ وهي محاولة متعمدة لتقسيم وجدان عضوية الحركة الشعبية في الريف ومناطق الحروب واللجؤ والنزوح ومدن وحضر السودان.
الواجب الاوجب اليوم للحركة الشعبية ولكل قوي الكفاح المسلح المنضوية تحت عملية السلام هو الموائمة بين السلام بالمحافظة عليه والاستمرار في حكومة الفترة الانتقالية من اجل تنفيذه والايفاء بمستحقاته والديمقراطية والدولة المدنية عبر العمل علي العودة للوضع الدستوري السليم وخلق مقاربة سياسية تقود لتسوية تنهي هذه الازمة السياسية التي تعيشها البلاد ؛ وهذا ما تقوم به الحركة الشعبية اليوم من خلال وجودها في منظومة الجبهة الثورية السودانية.
محاولات جر الحركة الشعبية واستخدامها لدعم مواقف تيارات سياسية اخري بعضها ضد عملية السلام بشكل واضح واوضح ؛ فما هو الا سلوك ناتج من قيادة اصابها عمي سياسي ونرجسية مفرطة ؛ لن يكتب لها النجاح وسترفض هذه المحاولة بشدة من كل عضوية وجماهير الحركة الشعبية في هامش السودان ومدنه.

ولا بد من الوصول للسودان الجديد وان طال المسير

الرحمة والمغفرة للدكتور قرنق ولروحه الطيبة في عليائها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.