آمنة ميرغني حسن التوم رقم عصي على محرقة الجهلاء و المتربصين

0

همس الحروف

الباقر عبد القيوم علي

الحلقة الاولى

التاريخ هو أعظم مدرسة تعلمنا منها كيف كان الخصوم يلجأون دائماً إلى أسلوب شيطنة من خالفهم الرأي او المدرسة أو الطريقة أو الأسلوب خصوصاً في مواقع التنافس غير الشريف في ملء فراغات الوظائف على مستوى العمل العام أو الخاص و ذلك بمحاولة تشويه صورة هذا الخصم أمام الناس و السعي في إغتياله معنوياً باتهامه بتهم جزاف لا تليق به ، و هذا الأمر لا يحدث بالصدفة و انما يتم بالإعداد المسبق له وفق خطط تدرس سلفاً تبتدئ بالتجسس عليه و تتبع عثراته إن وجدت ، و يتم ذلك باتباع أقذر الوسائل للوصول إلى الغرض المطلوب ، كما يلجأون الى التأليف في أحيان كثيرة ، فنجد أمثال هؤلاء من الذين يستبد بهم مرض الإسقاط النفسي أو سيكوباتيا الشك و عدم الثقة في النفس ، يجتهدون كثيراً في إغتيال خصومهم الذين يتفوقون عليهم علمياً ، عملياً و وظيفياً ، أو وقف في طريقهم الشخص المعني بالشيطنة في تعطيل مصالحهم التي كانوا يتحصلون عليها نتيجة فساد ، او الانتفاع بميزات معينة بدون وجه حق ، فيقعون في خصومة هؤلاء النبلاء عمداً ، و معاداة الشرفاء من منطلق المنفعة الرخيصة والجشع والتهافت على الكرسي او المصلحة .

و قد رأينا بوضوح بعضاً من ملامح هذه الظاهرة الخبيثة التي إستهدفت إحدى رموز السودان الإقتصادية و التي تعد من القلائل الذين حازوا على شرف المهنة الطويلة الممتدة و التي تدرجت وفق الأنظمة الوظيفية الطبيعية دون تدخل القرار السياسي في ذلك و حازت على كرسيها بجدارة و إقتدار ، و لهذا نجد ان السيدة آمنة ميرغني حسن التوم مدير عام شركة مطابع السودان للعملة حالياً قد تعرضت لاستهداف صارخ و إختراق مضاد بصورة تجاوزت الحدود المسموح بها عرفياً وأخلاقياً في مثل هذه الحالات ، فآمنه لمن لا يعرفها فهي بنت ميرغني حسن التوم ذلك الرجل العصامي الذي وضع بصمته المتميزة ، و التي لها وزنها في تاريخ صناعة رؤوس الأعمال في السودان بمدينة ود مدني ، حيث يعلم القاصي و الداني بإمكانية هذه الأسرة العظيمة التي لم تأت من رحم الفراغ الإنساني ، أو أتى الحديث عنها بدوافع العاطفة المشبوبة ، فآمنة من أسرة ضاربة بجذورها في باطن الأرض ، مستقية من إرث اسرتها التاريخي الذي يحفظ لها نبلها ، و وضعها المادي و الأدبي ، فقد تخرجت من جامعة الخرطوم بدرجة الشرف من كلية الدراسات الإقتصادية والإجتماعية قسم إدارة الإعمال ، و حصلت علي ماجستير المحاسبة و التمويل من جامعة الجزيرة في وقت عز فيه نيل شرف الإنتساب إلى هاتين الجامعتين العريقتين في ذلك الوقت ، فقد نالت أعظم الشهادات المهنية في إدارة الموارد البشرية من ثيري بالمملكة المتحدة ، و شهادة شرم بالولايات المتحدة الأمريكية ، و تأهلت بورش عمل متعددة ودورات تدريبية و مؤتمرات كثيرة و تأهيل في كل من امريكا و بريطانيا و فرنسا و المانيا و الامارات و السعودية و مصر و عدد من الدول التي يصعب ذكرها لضيق المساحة ، و ما زالت في طريقها للتسلح بالتعليم لنيل الدكتواة في المستقبل القريب ، فآمنه تعتبر مشروع وطني يحمل قصة نجاح مبهرة و خبرات معتقة امتدت سيرتها لما يقارب ال 40 عاماً من العمل الدؤوب و المتواصل ليلاً و نهاراً .

لقد خسئ الذين يستغلون عاطفة الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي حينما تضررت مصالحهم تجاه بعض التدابير التي تم وضعها لمعالجة بعض القصور الذي يتعلق بجودة العمل ، و يجب على الجميع أن يعلموا أن مطابع العملة تعتبر إمتحاناً يومياً لقياس الحس الوطني و غربالاً دائماً لأخلاق العاملين فيها ، لا يصمد علي ظهره من تصغر وطنيته عن فتحات هذا الغربال ، ولكن ينشط أصحاب الغرض و المرض في بث الإشاعات المغرضة حينما تتعارض المصالح الوطنية مع مصالحهم الشخصية .

فتهمة التآمر دائماً تشمل الشرفاء الأبرياء المظلومين ، فحينما أتت السيدة آمنة إلى بنك السودان كان ذلك في العام 1986 ، أي قبل الإنقاذ ، فأتت الى هذه الوظيفه عن طريق لجنة الإختيار للخدمة العامة وهي تحمل أرفع الشهادات ، من أعرق الجامعات ، فلم تأت عبر الواسطة أو المحاصصة كما يحدث الآن ، كما لم تخالف مجال حقلها الذي عملت به و تدرجت في سلمه الوظيفي الذي صعدت درجاته بكل مهنية ، و لا أحد يستطيع أن يصنفها كما أتى تصنيف الحاقدين عليها فهي تعتبر من أميز التكنوقراط ، حيث سعى أصحاب الغرض إلي نسب مصطلح الكوزنة إليها ظناً منهم أنه بذلك سيألب الرأي العام ضدها و قد نسي انها من الجبال الراسيات و الضاربة جذورها في أعماق الأرض و التى لا تهزها العواصف التي يتم نفخها بالأفواه و الحناجر المشروخة ، فآمنة تعتبر نعمة لكل السودانيين ووجودها يطمئن في مثل هذه المواقع كما تعتبر ثروة قومية يجب الحفاظ عليها و الإحتفاظ بها ، حيث أنها لم تتجاوز جيلها أو صف زملائها ، فكلهم مدراء عموم في مواقعهم المختلفة في شتى الوزارات والمؤسسات الحكومية وذلك بحكم خبراتها التراكمية التي إكتسبتها من مواقع وظيفتها المهنية .

ولسوء حظ من أراد ان يسود صحيفة هذه المرأة العظيمة بتلك الإشاعات المغرضة التي لا تشبهها و لا تليق بها كعالمة في مجالها الإقتصادي ، نجد ان السحر قد انقلب على الساحر نتيجة جهله بالتاريخ و بإمكانيات هذه المرأة الحديدية ، فقد ساعد بذلك في إبراز دورها الفعال في إدارة عجلة الاقتصاد القومي و قد لفت الانظار لأهمية دورها القيادي الذي أفنت فيه عزيز شبابها حينما كانت مطلوبة لسد بعض الاماكن التي لا يصلح أن يسدها الا عالم تتوفر فيه ما يتوفر لديها من إمكانيات استطاعت من خلالها ان تتقدم الصفوف بخطى ثابتة و واثقة بعلمها و بخبراتها الممتدة التي تعتبر من متطلبات هذه الوظائف الحساسة ، و لقد تم اطلاق هذه الإشاعات بإسلوب قذر إستخدمت فيه وسائل غير مشروعة أوضحت حجم حقد و غباء مطلقها عملياً وسياسياً في أوساط الكثير من المتابعين والمراقبين من الوطنيين الذين لن تنطلى عليهم مثل هذه الترهات ، فقد فضح جهله في جوانب معينة و اثبت حاجة تلك المواقع إلى علماء افذاذ مؤهلين و ليس حزبيين كما يدعي، فلا يستطيع ان يصمد في خانة هذه المناصب جاهل مؤدلج ، و لو لمدة يوم واحد ، فما أكثر المأدلجين الأغبياء و التابعين و ما أقل العلماء .. و ليعلم هؤلاء أن إرادة الله فوق كل إرادة و إن الحق مؤيد من عند الله و أن الباطل مذموم ، و ان الحساب ولد و الديان لا يموت ، و إن لم يكن القصاص في الدنيا فإن الآخرة ما زالت تذكرنا بقربها في كل ساعة و في كل حين و عند الله يلتقي الخصوم و سيرى الذين ظلموا إي منقلب ينقلبون .

و لنا بقية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.