شباب أيادى الخير.. الرائد لا يكذب أهله

0

فنجان الصباح
أحمد عبدالوهاب


في تلك البلدة المسحورة على حدود إقليم كوسوفو مع ألبانيا .. كان الدكتور اسامة توفيق مدير منظمة الدعوة الاسلامية في شرق اوربا- رد الله غربة المنظمة- يبحث عن مترجم يعرفه من أبناء تلك البلدة.. بلدة تشمخ فيها مآذن من العهد العثماني، وتحرسها مع عناية السماء قلعة تركية، أقيمت على قمة جبل شاهق..
ومن بين الدروب المسكونة بروائح أزهار الفل والياسمين، وأشجار التفاح والمشمش وكل خيرات البلقان المسلم، خرج علينا فتى كوسوفي يدعى (لقمان) فكان للوفد الذي يرأسه المشير سوار الذهب، المسافر برا إلى (برشتينا) عاصمة الإقليم ، ليلة قدر ألبانية..
سلم علينا بحرارة، وكأنه يعرفنا من زمان طويل ونعرفه.. وكان لنا نعم الدليل والرفيق والمترجم.. ولا غرو فلقمان هذا خريج جامعة إفريقيا العالمية.. أعظم جامعة إسلامية نشأت بعد سقوط الأندلس .. وسقوط الرايخ الثالث، وسقوط سور برلين، وسقوط الستار الحديدي..
هذه الجامعة، وبكل حقد الفجار تقصدها أهل قحت.. ولم تنج إلا بشفاعة خجولة من البرهان.. البرهان نفسه مع رهطه العسكري هم من تركوا حلف الفجار يغزو مضارب منظمة الدعوة، كما الجراد الصحراوى فيقضون عليها قضاء مبرما.. وهي المحمية بالقانون الدولي.. والمحروسة بأخلاق أهل السودان.. إن آل قحت، هم وفد المقدمة الأفريقي لطائفة ياجوج وماجوج..
وهكذا صارت جامعة إفريقيا العالمية إحدى الغنائم اليسارية.. أرسلوا لها من لا يحسن الوضوء، ولا الطهارة من الحدث الأكبر .. وسفكوا فيها بسيف الفصل التعسفي حبرا أحمر كثيفا.. ولم يتركوا به كادرا أكاديميا شاطرا إلا وفصلوه.. ولم يحترم التتار الجدد ، وقار العلماء، ولم يوقروا صدورا مملوءة بالعلم والفهم والتقوى.. ولم يرحموا دموع الطلاب المسلمين القادمين من وراء النهر. ومن بلاد الهند والسند وغرب أفريقيا . ومن الجهات الأربع .. وتقصدوا ربانها الماهر بروفيسور (كمال عبيد) الذي جعل منها جامعة حقيقية، مكتفية ذاتيا، وتكاد تعلن استقلالها الكامل ماليا، ناهيك تفوقها الأكاديمي، وانضباطها الإداري، واستقرار مواسمها الدراسية.. كانت هذه جامعة افريقيا في طريقها لتكون مثل جامعات الغرب الشهيرة، والتي أخذت من المسلمين فكرة الإستقلال الإداري ، والاكتفاء المالي للجامعات.. لولا الوباء اليساري الذي هبط عليها مع جراد قحت..
إلى مضارب الجامعة التي تتعافي علي مهل، من آثار الطاعون الأسود، كان وفد منظمة (شباب أيادي الخير) ينظف الطريق للجامعة.. ويقدم لها بطاقة إعتذار ملونة ومعطرة، عن سنين من القطيعة والفجيعة والهجران..
مبادرة وطنية باسلة، معطونة في قيم الوفاء والشهامة، هي التي قادت خطى مبادرة شباب أيادي الخير لهذه الحوزة العلمية المباركة.. خطوة فقأت عين الشيطان اليساري.. وغسلت قدمي الجامعة، وأهدتها مصحفا ولوحا وقلما، ونعناعا وماء..
ان بسالة هذه المبادرة وخطورتها، أنها مهدت الطريق لطابور طويل من المبادرات..من شأنها الاعتذار، وإعادة الإعتبار وتسليط الضوء، وإقالة عثرة الجامعة العالمية..
والرائد لا يكذب أهله..
دكتور عبد القادر إبراهيم رئيس المبادرة الوسيمة..
كيف نشكرك..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.