عاصم السني الدسوقي يكتب ..خواطر شاردة انجلينا ملهمة وطن الضياع

0


عاصم السني الدسوقي

طرقت حين غفلة وشرود احاسيس زبلت ثم ماتت كما تموت الزهور المتفحة الفواحة برائحة العطر الفخيم ،،،
انجلينا بائعة الورود الحمراء ، كانت الملهمة الذي ايقظت الوهم والعتمة الكبيرة التي تظلل حياتنا بهذا السواد حين يبقي السؤال قائما ؟
لماذا يلازمنا هذا التوجس و الاحباط لماذا لا نتحرر من قيود القهر والتسلط ، لماذا نهرب تاركين الوطن لغريب يتجهمنا ، لماذا نتكئ علي ارصفة الحزن لنجتر ذكري وطن جميل ،،،،

الخوف من ماذا انظر الي انجلينا وهي لا تري في الحياة لذة وتنتظر الموت بفارغ الصبر ،،،
ونحن تنتظر رحمة السماء ..
.(وحينها في أزقة حلمك القصية يراودك طيف تلك الفتاة التائهة في رحم الغيب … تلك المسكونة بالتجول والتسكع على ضفاف الأزمنة وفي شتات الأمكنة كأنها أصبحت موزعة بين المدن وصارت جزءاً لا يتجزأ من جغرافية المكان، عقيدتها التمرد وحياتها التشرد والإبداع تكسب رزقها من نقش الأوشام على الأجساد فقد ورثت تلك الحرفة من عوز الأيام فهي نفسها لا تذكر من علمها ذلك السر، وفي المساء تبيع الورود للعابرين لتذكيرهم بأنهم أنصاف عشاق، وعندما لا تجد زبائن تمارس شغفها بالرسم على أقرب جدار مجاور كأنها تريد أن تقول (لقد مررت من هنا ذات يوم) …

امدرمان وطن جميل تسكن في دواخلنا بزور ابداع لم تجد تربة خصبة لتنمو ، عوض جبريل يستلهم المفردة ليأخذنا في اغوار الفكر والجمال ويستنطق انجلينا المبدعة في منفاها الاختياري او الاجباري كل يغني علي مبنلاه ، ويحزن علي وطن مستلب بقوة الاقوياء ، ومواقف الجبناء والعملاء ،،،،،
لماذا نخاف الموت اليس هو الحقيقة يا انجلينا ، عندما تقول كلماتها علي حائط الزمن البغيض ،،،

وسألتها بلا مقدمات لاري اجابتها العميقة لاستشف منها الحقيقة ؟

  • من أين أنت؟
  • من حسن حظي ليس لي وطن …

لكم حسدتها في سرك على هذه الإجابة..

  • أين ولدتِ ؟
  • لا يهمني مكان ميلادي بقدر ما يهمني مكان موتي ..
  • هل تخشين من الموت ؟
  • بل أخشى أكثر من الحياة …
  • لماذا كل هذه الكآبة ؟
  • إليك يدي سلمني لحظة فرح واحدة في هذا العالم لكي تمحي عني هذه الكآبة ..
  • أسباب الفرح موجودة في دواخلك عليك إخراجها بعنوة ..
  • لذا تجدني في رحلة بحث دائم داخل روحي عن تلك الأسباب المفقودة حتى الآن ….
  • المهم ألا ترفعي راية الاستسلام …. تتكلمين خمس لغات …. بأية لغة تحلمين؟
  • الأجوبة عمياء وحدها الأسئلة مبصرة … أدهشني سؤالك بالفعل .. لكن يبدو أنه في حالتي لغة الحلم تكون حسب شخوص الحلم نفسه ويصدف في الغالب أن يكون الحلم صامتاً ….
  • تذكرت صديق رحل للضفة الأخرى وكانت حالته مشابهة لك سألته نفس السؤال ذات يوم فقال لي:
  • أحلامي أحياناً كرنفال ومزيج من اللغات والكلمات و……
    قبل أن تكمل حديثك معها اختفي أثرها وراء ظل لمشترِ كان قد وعدها قبل الف عام بشراء ورود منها، لكنه لم يفِ بوعده حتى الآن.. هل نسيت أن أقول أنها من الغجر واسمها أنجيلا ؟؟ ….

مقتطف من رواية إيقاع العودة لمبدع ٱثر ان يترك وطن بحثا عن الامل والابداع تفجرت دواخله تاركة هذه الوصفات التي نتجرعها لتخفيف آلام الغربة النفسية لوطن جميل ،،
ابن امدرمان البار عوض عثمان عوض جبريل ، وتشهد له هذه القلعة التي تتوسط قلب السودان ، قلعة جده صالح جبريل ،،،
تحيات وطن الجمال لكل مقيم خارج السودان ،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.