الحوار عمل جبار، لا يطيقه إلا القادة الكبار

0

فنجان الصباح
احمد عبدالوهاب


أذابت زيارة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي لدولة اثيوبيا الشقيقة، الجليد الذي خيم علي علاقات البلدين منذ الصيف الماضي.. وألقت الزيارة بحجر كبير في البحيرة الساكنة، وكسرت حالة الجمود بين الخرطوم واديس ابابا.. وفتحت (صفحة بيضاء) جديدة في كتاب العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين..
وكان وضوح الرؤية لدي حميدتي خير معين للدبلوماسية، لاعلان عودة علاقات البلدين الشقيقين الي مسارها الطبيعي ، والخروج بها من المنطقة الرمادية وحالة الركود، الي رحاب العافية الدبلوماسية..
يدرك حميدتي ومثله أبي احمد ان لدي البلدين مايكفيهما من المتاعب السياسية.. والمصاعب الاقتصادية والامنية.. ولذلك فان انتهاج مبدأ الحوار الشفاف والبناء هو اقصر الطرق واسلمها لعودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي، توطئة للوصول إلى حلول مستدامة.
إن كلا البلدين يعرفان مرارة الحرب الاهلية، وفداحة الصراع الإقليمي ..
وهذا مايلقي علي عقلاء البلدين ، واجب أن يثمنوا عاليا هذه الزيارة الهامة، والتي ينتظر منها تعبيد الطريق لمسارات تفاوضية بين دول حوض النيل ، خصوصا دولتي المصب، من شأنها ارساء حلول نهائية ترضي الأطراف الثلاث..
ان قضية سد النهضة – في حالة عدم وجود مبادرات شجاعة – كمبادرة حميدتي يمكنها ان تصبح عقبة كأداء.. بدل ان يكون السد الكبير عنوانا بارزا في كتاب النهضة الاقليمية..
ان إشعال الصراعات وتوتير العلاقات مهمة حقيرة ، يقدر عليها كل قاطع طريق.. ولكن وحدهم القادة الكبار، ورجال الدولة العظام، هم من يتصدون لمهام السلام وقضايا التنمية..
الحوار عمل جبار،، لا يطيقه الا الكبار..
صنع حميدتي صانع الالعاب الماهر فرصة ذهبية في منطقة الجزاء لاحراز هدف ذهبي.. ووضع مدماكا كبيرا لسلام واستقرار البلدين و الاقليم سواء بسواء ..

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.