علاقة الشعر بالانتماء وأثر بلاد المنشأ
د. عبدالله البطيَّان
الشعر هو هوية المعبر عن نفسه بهذا القالب الذي يشكل قيمة اعتبارية ينتمي لها الموهوب ويسقط على ظلاله الشعور الإنساني وكذلك مسقط رأس المبدع، حينما يكتب تتجلى معاني الإنتماء لتلك السمة المتعلقة فيه وهي ذاتها التي تتدخل في تكوينه بين اللفظي ومدركات التصوير الذهني وأسلوب حياة منعكسات البيئة.
يقول د. حمود النقاء في كتابه الإنتماء في الشعر السعودي ١٤٣٨هـ – ٢٠١٦ م صـ ٣٧ـ : يسعى الشعر إلى التعبير عن النفس الإنسانية، وتصوير أحوالها وانفعالاتها المتعددة والمتنوعة، ولما كان الشعر كذلك؛ فقد كان من الطبيعي أن يتجلى فيه الإنتماء، ربما لأن الإنتماء أكثر خصائص الكائنات الحية، فالإنسان لا يستطيع العيش دون انتماء.
وحين نسلط الضوء على ما كتبه الباحث سعيد الشفاج في كتابه الجمال الشعري ١٤٤٢هـ – ٢٠٢٠م صـ ٦٩ ـ : أين تتموقع تجربة الأحساء الشعرية في الخليج العربي؟
الأحساء المركز الرئيسي والبيئة الأم الملهمة المغذية للشعر عبر أطوار التاريخ وحتى يومنا الحاضر والتاريخ يعيد نفسه من ينابيع هجر منذ شعراء المعلقات وحتى يومنا هذا ولا يغيب زمان عن مشهد شاعر أحسائي خصب ومن الطبيعي بما أن الخليج العربي لم يتكون إلا بعد عام ١٩٧٠ م تقريبًا حيث نذكر أن مملكة البحرين مثلًا تأسست في ١٤ أغسطس ١٧٠١م، ودولة الإمارات تأسست في ٢ ديسمبر ١٩٧١، وقطر في ٣ ديسمبر ١٩٧١م أما الكويت تأسست عام ١٧٥٢م، عدا عمان والتي لها تاريخ طويل يتقاسم الأحساء مجمل المكونات حتى تشكلت بعد الفترة البريطانية منذ عام ١٩٠٧م وبهذا نجد أن الخليج لا يسمى خليجًا إلا بأنها ارتبطت بشكل جغرافي وأيديرلوجي مع الأحساء التي ساهم أهلها في نشأة دول الخليج وكيف كان يومًا ما أثر الأحساء ونجد والحجاز كأقوى المناطق الثرية في الساحة الأدبية ومن الطبيعي أن الأحساء وأهلها مؤثرون في تجربتهم الشعرية لتكون عاصمة الشعر والثقافة والأدب وهي امتدادهم الطبيعي ونحن نفخر بكل المكونات الرائعة في الخليج لأنهم جزء منا ونحن جزء منهم لما نحمل من روابط كثيرة حتى يومنا الحاضر.
لذلك تجد الشاعر الأحسائي رغم إشتهار الأحساء بأنها بلاد النخيل والعيون وأن هناك ادعاء بأن مقدار عدد النخيل تجد شعراء الأحساء لتكون هي الملهم والجاذب وإيحاء المبدعين من كابر إلى كابر لما تحمل من تعدد مذهبي وقبائلي ولحمة عنصرية بين أفراد المجتمع الذي اتسم بالسلم الأهلي حين أصدرت اليونسكو مسمى الأحساء الخلاقة منذ عام ٢٠١٣م والتي صوت لها وفازت بعاصمة السياحة العربية ٢٠١٩م.
لذلك نجد أثر الشعر الأحسائي في دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى متجلية بوضوح في الموسيقى الشعرية وطريقة اللفظ وحسن اختيار الصياغة وعمق