جيشنا.. لن تخزيك المواقف أو يصدك الجحود

0

ذمة الواعي
بقلم: عاصم السني الدسوقي
ليس من الجيد التشكيك في مهنية ومصادقية القوات المسلحة السودانية ، بالتأكيد ان هنالك اهداف استراتيجية تقف من خلفها قوة كبيرة وداعمة لهذه العملية الممنهجة بصورة لا تخلو من الحنكة والحبكة الدرامية حتي يستسهلها الانسان الساذج ويهضمها العقل البسيط ويساعد في نشرها ببراءة او غباء مطلق من اجل احباط العزيمة وترسيخ مفهوم الهيكلة الذي يقود الي الانهيار التام لان الان لم يتبقى شيء متماسك في هذا البلد غير الجيش بعد انهيار جميع المؤسسات الخدمية والاستراتيجية المختلفة ..
وبعد كل هذا الضجيج والطحن والكل يوجه سهامه لصدر الجيش نجد أن كل المشاهد والاحداث تصب في قدح نجاحات القوات المسلحة وتصديها لكل المؤامرات والدسائس والفتن ، وتجاوزها لكل المعوقات التي تحول بين التحول الديمقراطي والنهج الثوري من اجل تثبيت اركان الدول الحديثة والتحول المطلوب وفق النهج المتبع والوثيقة الدستورية ،،
وللحديث عن المواقف المشهودة والحاضرة للجيش السوداني وحرصه علي امن وامان الوطن والمواطن منذ البدايات الاولي للثورة والتغيير نجده كان في اعلي درجات المهنية وهو اول من بادر بالانحياز الي رغبات الشعب وقاد التحول السلمي وعمل علي تغيير نظام الحكم واعتقال القائد وانهاء حقبة ثلاثون عاما واعلان بداية عهد جديد من خلال اللجنة الامنية التي تم التشكيك فيها وفي اعضائها ، لم يتعنت الجيش او يتخاذل وانحاز مرة أخري الي رغبة الشعب في التغيير حتي ارتضي ،،،،،
ومن ثم قاد الفترة الاولي الي ان تم تشكيل الحكومة الانتقالية وفق الوثيقة الدستورية المطروحه بكل سلاسة ونزاهة وامانة ، ومع ذلك لم يسلم الجيش السوداني وقادته من الاساءة والتشكيك والاستهداف المباشر والغير مباشر وبعد كل هذا لم تتوقف او تلين عزيمة رجالات الجيش وجنوده حاملين الوطن في حدقات عيونهم ومتساميين فوق جراحاتهم وهم يعملون علي تجنب الانزلاق نحو الفوضي والتشتت وتمزيق الوطن ،،،
وكيف لا وهم يهبون في وجه زملاء الامس افراد جهاز الامن الوطني قوات ادارة العمليات عندما سولت لهم انفسهم امرا كاد ان ينقلب مجزرة وانهر دماء ، بحجم ما تمتلكه تلك القوات من عدة واعداد علي اعلي المستويات الفنية والقتالية ، تصدي لها الجيش بكل شجاعة وبسالة مجنبا البلاد مشروع دمار مكتمل الاركان …..
ويتواصل انحياز القوات المسلحة للمواطن وهي تخمد كثيرا من المحاولات الانقلابية في مهدها حفاظا علي مكتسبات الثورة وتثبيتا لدعائم الديمقراطية الوليده ،،،،
والذي اريد الحديث عنه وهو تصديها بكل قوة وإحباطها للمحاولة الانقلابية الأخيرة التي قادها اللواء بكراوي وكانت الاقرب للنجاح بعد ان سيطر الانقلابيون علي عدد من الوحدات العسكرية والمنشأت الاستراتيجية وفق خطه محكمة كادت ان تحول البلاد الي بركة دماء واشلاء ودمار ،،،،
الاحترافية العالية التي ادار بها قادة الجيش هذه العملية اثبتت بالدليل القاطع ان هنالك رجال اصحاب نظرة بعيده ويتحلون بالحنكة والخبرة والحكمة مكنتهم من تجاوز هذه المحنة بكل قوة ارادة وعزيمة وثقة ، متجاوزون المرحلة الحرجة دون خسائر تذكر ، وما اشبه الليلة بالبارحة ومجزرة بيت الضيافة ليست ببعيدة وفي الاذهان حاضره …
وبعد كل هذا لم ينصفهم احد وخاصة الجهاز التنفيذي للدولة الذي كان جاحدا للحد البعيد وانشغل الجميع بتحليل العملية ووصفها بالتمثيلية سيئة الاخراج لكي يفرض الجيش واقع معين يمكنه من السيطرة علي الحكم وهل الجيش في حوجة لذلك ؟؟؟؟؟؟
الان البلاد ترزح فيها عناصر استخبارات الدول وينشط فيها السفراء و العملاء مدفوعي الاجر وشاغلي الوظيفة اصحاب المواقف المخزية، والسيولة الأمنية الواضحة والفوضى الخلاقة ، وعدم الثقة بين المواطن والقوات النظامية الأخرى ، وفي ظل احباط يسيطر علي الجميع ، مع ذلك تجد القوات المسلحة عند الموعد ، وهي تحرر الفشقة وتبسط فيها الامن وتقود التعمير وتشيد البنيات التحتية الاساسية والخدمية ، وبالأمس القريب يرتقي الشهيد محمد عمر الشامي من رجالات القوات الخاصة التي تلقت اعلي درجات من التدريب والتأهيل ، ارتقت روح البطل وهو يزود عن أمن المواطن واستقرار الوطن داخل الخرطوم علي يد الضيوف الذين سمح لهم من يديرون الدولة بالتواجد داخل العاصمة والاحياء الامنه، !!!!! الشامي الان يدفع ثمن الخيانة والعمالة،،،،
نعم اخوتي حماة الدين والعرض والوطن ، انتم دوما اهل الفزعة والوجعة والنجدة ، ومع ذلك تقابلون بالجحود والنكران والخزلان واهمس في اذن الجميع اذا لم تنصفوا الجيش لن يكون هنالك وطن لانهم حائط الصد العريض الذي تتكسر عنده المؤامرات والعمالة والخيانة والارتزاق ،،
شكرا لكم جميعا قادة وضباط وجنود وافراد القوات المسلحة السودانية ،،،،،،،،
وانتم ونحن جند الله جند الوطن
وان دعي داعي الفداء لن نخون….
دمتم بألف خير وحفظكم الله ورعاكم ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.