في غياب الرقابة على الأسعار..الأسر ورمضان.. (الأمـور جــايطـة)

0

الحرية نيوز :

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المعظم ضيف خفيف الظل علينا يأتي بالخير ويذهب بتشبيع النفس بالإيمان والرحمة والرأفة، ففي هذه الأيام تشهد الأسواق حراكاً مستمراً للتجهيز والاستعداد للشهر الكريم في ظل وضع اقتصادي أليم وأسعار السلع الاستهلاكية والاستراتيجية لامست عنان السماء إلى أن عجزت الكثير من الأسر السودانية عن شراء مستلزماتها فأصبحت تشتري بأعينها فقط واكتفت أن تستعد للشهر المعظم روحانياً ونفسياً ومعنوياً، تاركةً الجانب المادي القاسي. ومتهيئة معنوياً لشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

ولمعرفة مدى استعدادات الأسر السودانية لهذا الشهر قامت (الانتباهة) بمشاركتهم همومهم وقضاياهم عبر هذا التحقيق فمعاً للمشاركة بين طيات هذه السطور.

ظروف قاهرة

تقول المحامية آسيا محمد يمر الشعب السوداني بظروف اقتصادية قاهرة وطاحنة أعتقد أن البلاد لم تشهدها منذ عام المجاعة وفي هذا العام كثير من الأسر لم يتسن لها أن تلحق أبنائها بالمدارس وهذا من أرض الواقع، حيث إن بعض الأسر لم تستطع أن توفر المستلزمات المدرسية وحتى توفير وجبة الفطور، وتضيف آسيا إن البلاد قد شهدت ندرةً في السلع الأساسية كالخبز والغاز إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي بصورة منتظمة الأمر الذي يعيق الكثير من أصحاب المهن الحرة (رزق اليوم باليوم) حتى شح المياه ليس في الأطراف فقط بل أيضاً في المدن هذا شيء وغلاء الأسعار التي وصلت عنان السماء شيء آخر، وشهر رمضان على الأبواب ولا يخفى عن الجميع تضاعف الأسعار وتضعف النفوس وينعدم الضمير في شهر الرحمة فلا التاجر يرأف بالمواطن البسيط حيث إن التجار لا يلتزمون بالسعر الأساسي للسلع ولا الحكومة تفرض رقابتها على الأسواق فتغيب الرحمة في شهر الرحمة.

تكاتف وتعاضدوترى الخريجة غدير أزهري أن هناك ارتفاعاً في أسعار السلع الضرورية لا سيما وأن رمضان على الأبواب وأن هنالك الكثير من الأسر لا تستطيع شراء مستلزماتها خاصة الشرائح الضعيفة وتناشد منظمات المجتمع المدني والميسورين بمساعدة تلك الشرائح عبر برامج حقائب رمضانية لتلك الشرائح، وكذلك تفقد الجار لجاره والتراحم والتعاضد بين الناس فهذه قيم حث عليها ديننا الحنيف.حكاية صعبةتقول ربة المنزل إيمان عبدالرحمن يتم الاستعداد في كل سنة لهذا الشهر الكريم ولكن هذه السنة فالحكاية صعبة شديد والناس تعبانة خاصة الموظفين ناهيك من العمال وحتى المغتربين فالذي يصرف بالجنيه تعبان والبصرف بالدولار تعبان وتضيف (العندو أسرة يقول يالطيف) وتعزو ظهور ظاهرة السرقة والعنف والقتل نسبة للجوع والغلاء وتقول (المواطن السوداني صبور ولو ما كان دا مواطن سوداني ما كان بتحمل.خارج السيطرةويرى أحمد مرزوق أن الوضع أصبح سيئاً للغاية (الأسعار نار مولعة ما بتنهبش) ولا نستطيع شراء السلع اليومية ناهيك عن سلع رمضان فالوضع خرج عن سيطرتنا تماماً والحمد لله على كل حال.

«مافي حل»ويقول حسان التوم والله أنا ما عندي أي استعداد مادي لرمضان والقروش البنجيبا المعيشة اليومية العادية ما بتكفيها والمشكلة ما في زول تدين منو لأنو كل الناس ما عندها. (حاجة تحير وتفكير يشيب الرأس شوال سكر صعب تشتري بس ننتظر رحمة الله) مافي حل تاني.«مافي صينية»تقول الحاجة نفيسة (يا بتي الوضع بقى أصعب من زمان والحال ماشة كعبة والأمور جاطت كنا بنطلع صينية واتنين بره في الشارع لكن السنة دي ما بنطلعا ما بنقدر صينية واحدة نقعد فيها كلنا رجال ونسوان والموضوع انتهى وحتى العشاء صينية واحدة وأنا كلمت الأولاد كدا من بدري عشان يكونوا عارفين ما يعملوا جوطة ووجع رأس ونحن صايمين.

مشغولة بترضياتهاويرى البرهان النعيم ضرورة تفعيل دور المنظمات وعمل برامج يعين الأسر لتخفيف العبء على المواطن ويقول (الحكومة مشغولة باتفاقياتا وترضياتا ونحن لينا الله بس من فوق خلونا نحن كمجتمع نشيل بعض ونتفقد بعض وأقسم صحنك ولقمتك مع أخوك ما ضروري تشبع وأخوك جيعان ربنا يستر حالنا.«خلي الطبق مستور»عمنا النور وجدته في السوق (متمحن) فقال لي (يابتي أقول شنو عليك الله خلي الطبق مستور والحال يغني عن السؤال أنا خليت الشرا راجع قريشاتي ديل بصل وسكر مابجيبنو).«أموري جايطة»تقول أمنية محمد عبدالرحمن (المرة دي ماعارفة والله رمضان جاء في وضع صعب شديد (أموري جايطة) وأنا شغالة وشغلي ما مكفي بشتغل عشان ناكل بس إلا ربنا يدينا، ورمضان ربنا يجيبو بالسلامة أنا منتظرة أصوم وأصلي بس لكن والله ماعندي أي حاجة وربنا يدينا العافية عشان نشتغل).

احتيارفضل السيد الصادق صاحب محل أدوات وأوان منزلية يقول إن إقبال المواطنين على شراء الأواني ضعيف جداً ليس كالسابق ويضيف كنا بنمشي نجيب البضاعة في السابق في الأسبوع ثلاث مرات لشراء البضاعة والآن بنمشي مرة وحدة في الأسبوع .وعن إقبال المواطنين على الشراء بصورة عامة وخاصةً لرمضان الاستعداد ضعيف لأن كل الأسعار زادت بصورة كبيرة لدرجة الضعف فمثلاً ثلاثة جكاكة النوع التركي بـ 7500 والصيني بي 6000 والبلاستيك 2500 .ويضيف يعني الشيء البتشتري زمان بـ 1000 اليوم بي 4000 (نحنا محتارين لأنو لو قلت تمشي السوق تشتري حاجة ما بتقدر والزول الكان في السابق بشتري حاجتين بقى بشتري حاجة واحدة والبشتري وحدة بقسما.فوارقيضيف التاجر أمين محمد عثمان أن اقبال الأسر على الشراء ضعيف جداً والأسعار مرتفعة حتى في السنين الماضية أما الآن فالوضع صعب وعن فرق الأسعار بين رمضان هذه السنة وسابقتها يقول إن رطل الكركدي في السابق بـ 100جنيه واليوم 300، والكبكبي كان بـ1200جنيه واليوم 4000، أما العرديب فالرطل اليوم بـ160 وفي السابق 60 جنيهاً وملوة التمر البركاوي بـ600 وفي السابق بـ120، الويكة 1800واليوم بـ8000 .ويقول رمضان بصفة عامة لا يوجد إقبال. وتمنى للأسر أن تصوم على خير وتستعد استعداداً كاملاً لأنه شهر الرحمة.

زيادات غير طبيعيةويقول التاجر عمار عبد الحكيم إن الإقبال ضعيف جداً على الشراء وبسبب الغلاء الشديد الناس ما قادرة تستعد وبالنسبة لزول اشتغل في السوق أربع سنوات فهذه المرة لا يوجد أي اقبال لأن الزيادة في الأسعار بنسبة 1000% بالنسبة لمحاصيل الإنتاج المحلي كالكبكبي والفول والعدسية فهناك زيادة غير طبيعية .«الحلول شنو»؟ابتدر التاجر الخطيب حديثه بقوله (أديك النصيحة الأسر متخوفة من المواد الاستهلاكية في رمضان مع ارتفاع الأسعار خاصةً أصحاب المرتبات) فالشخص مرتبه 10000 يحتاج لمواد لرمضان بـ20000 غير المعيشة العادية يعني معيشة متردية فقد كانت ملوة العدسية بـ30 وأصبحت بـ120 والفول المصري 120والآن بـ300 ناهيك عن المواد الأخرى ونحن نسأل أين الحلول؟ فكل هذه السلع موجودة في السودان ولكن هذا الارتفاع في الأسعار نسبة لارتفاع سعر الوقود وتكلفة الزراعة.أسر تتسولويقول محمد عبدالوهاب، تاجر سكر، إن هنالك حركة وإقبالاً على سلعة السكر كما أن هنالك استقراراً في هذا الأسبوع في أسعار السلع.ويضيف التاجر عبدالقيوم أن الإقبال بسيط والناس تعبانة و بعض الأسر أصبحت تتسول.

مسؤولية الدولةحسن عيسى تاجر مواد غذائية قال إن الإقبال أصبح ضعيفاً والأسعار ثابتة وأن هذا الغلاء وارتفاع الأسعار ليس من التجار بل من ارتفاع تكلفة الإنتاج وهناك ضرائب وعوائد.

فأصبح تجديد الرخصة للمحل 35.000 وقد كان في السابق يتم التجديد بقيمة 7.000 ويتعجب عن الاحتجاج على الزيادة (ودايرين الناس ما يرفعوا الأسعار ما ممكن على الدولة أن تدعم السلع المهمة للناس فدعمها على الدولة ما على التجار وهناك تجار بخسروا) فلابد للدولة أن تعمل على تثبيت السعر والرقابة .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.