عثمان ميرغني – قبل أن تقع الفأس في الرأس !!

0

السيد وزير الصحة د. أكرم التوم أعلن حظر التجمعات في سياق مكافحة فايروس “كورونا”، لدرجة منع المؤتمرات مهما كان عدد المشاركين فيها قليلاً.. فهل يعلم الوزير أن هناك الآن تجمعات بشرية في غاية الخطورة قابلة أن تتحول إلى قنبلة شديدة الانفجار تكتظ فيها الأنفس والأنفاس بأمر الحكومة؟

أدعو السيد وزير الصحة أن يسجل اليوم، اليوم وليس غداً زيارة سريعة لسجن الهدى بالطرف الغربي لأم درمان، ثم سجن أم درمان هنا في قلب المدينة، وزيارة ثالثة لسجن كوبر الاتحادي، علماً بأنها وبكل المقاييس أفضل السجون بالسودان..

في سجن الهدى وهو أحدثها وأكثرها تنظيماً، يتراص السجناء فوق بعضهم بارتفاع ثلاثة “سراير!” (جمع سرير).. وفي العنبر المخصص لحوالى 20 فقط، يكتظ 75 تفور أنفاسهم ويتصبب منهم العرق لساعات طويلة من الرابعة عصراً موعد دخولهم العنبر حتى صباح اليوم التالي..

أطلقت “التيار” ومنذ عدة أشهر مبادرة لإطلاق سراح نزلاء السجون السودانية على إيقاع الثورة والسودان الذي يتشكل بعد مخاض عسير، علاوة على أنها فرصة لإصلاح حال السجون.. فهي كلها تفتقر لأدنى مقومات حقوق الإنسان، مهما بدا أحياناً في مظهرها الخارجي بضع لمسات مصنوعة للإيحاء بأنها توفر للمسجونين فرصة إصلاح النفس وتقويم المسلك.

الآن الداعي لإطلاق سراح السجناء أصبح أكبر، فهي لم تعد مجرد مبادرة إنسانية لإعطاء فرصة أخرى لمن أوقع بهم القدر خلف أسوار السجون بل الآن أصبح واجباً إنسانياً صحياً لمكافحة احتمالات انتشار الفايروس في أوساط السجناء وانتقاله منهم إلى ذويهم أو المشرفين على حراستهم وخدمتهم ومنهم إلى بقية قطاعات المجتمع.. إجراء وقائي مهم لمرض جديد لا علاج له إلا الوقاية منه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.