?دبابيس ?

0

الحريه نيوز تقدم لكم

?دبابيس ?

? دبوس بين اليوم والامس …. يقال أن المثل القائل:

التاريخ يعيد نفسه أصله انجليزي (History Repeats Itself) وليس عربي ولكن يبدو انه مثل سوداني بامتياز اذ عندنا ليس فقط التاريخ يعيد نفسه وانما يستخدم الأدوات نفسها ولا يجتهد في إيجاد أدوات جديدة ولا حتى أفكار جديدة……فالناظر الى تاريخنا القريب يرى أنه عند قيام ثورة أكتوبر 1964 بدأت بوادر تكوين تنظيم عرف لاحقا باسم (جبهة الهيئات) وبدأت ارهاصات تكوينه بعد أن انتشر خبر استشهاد أحمد القرشي طه،

بتحرك كل من نقابة المحامين وأساتذة جامعة الخرطوم وقادة النقابات المهنية مشكلين تنظيم جبهة الهيئات (تجمع المهنيين الآن) لتولي زمام المبادرة بعيداً عن السياسيين وتوجيه الثورة نحو مسارها المرجو وهو حل المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وشكلت بذلك جبهة الهيئات من نفسها حارساً للانتفاضة حتى تم تكوين أول حكومة انتقالية بقيادة سر الختم الخليفة رئيسا للوزراء وتم تشكيل حكومة ممثلة فيها الأحزاب بالإضافة الى جبهة الهيئات حيث ضمت الحكومة سبعة وزراء لتمثيل النقابات والمنظمات المهنية ووزير لكل من: حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي وجبهة الميثاق الإسلامي (الكيزان) والحزب الشيوعي ووزيرين للجنوب….وكان من بين السبعة وزراء جبهة الهيئات السكرتير العام للاتحاد العام لنقابات عمال السودان ورئيس اتحاد المزارعين. الأمر الذي يعني سيطرة جبهة الهيئات على التشكيل الوزاري…….

*هنا بدأ الشغل في الأزرق*حيث اتفق كل من حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي وجبهة الميثاق الإسلامي (الكيزان) على العمل للإطاحة بهذه الحكومة بدعوى سيطرة الشيوعيين عليها رغم معرفتهم التامة بأن جبهة الهيئات جبهة مهنية وليست حزب وميثاقها يمنع من تحولها الى حزب ويمنع أعضائها من الترشح في الانتخابات…..

فنفخوا في هذه الفقاعة حتى تشبعت مفاهيم الناس بها ، بالرغم من وجود ممثلين لهم داخل جبهة الهيئات…(واخد بالك من الحتة دي) .بعد هذا اللغط والكيد السياسي انقسمت الساحة السياسية الى قسمين اثنينالجبهة القومية وتضم الحزب الوطني الاتحادي وحزب الأمة وجبهة الميثاق الإسلامي (الكيزان)…وجبهة الهيئات ويدعمها الحزب الشيوعي وحزب الشعب الديمقراطيوصرح الصادق المهدي (رحمه الله) رئيس حزب الأمة: (أن التعديل الوزاري ضرورة لابد منها لأن جبهة الهيئات قد حادت عن طريقها رغم قيامها بدور فعال في ثورة أكتوبر وسمحت لعناصر سياسية معينة بالتسلل لقيادتها “يقصد بذلك الحزب الشيوعي”).

واتفق معه في الرأي بالطبع كل من جبهة الميثاق الاسلامي (الكيزان) والحزب الوطني الاتحادي.وهدد حزب الامة بجلب أنصاره من الأقاليم لإجبار الحكومة على الاستقالة…..ونجحت الجبهة القومية في إجبار سر الختم الخليفة، رئيس الوزراء، على تقديم استقالة حكومته في يوم 18 فبراير 1965وفرضوا التشكيلة التي يريدونها وأيضا برئاسة حمدوك أقصد برئاسة سر الختم الخليفة نفسه وتم إلغاء مقاعد المنظمات المهنية والعمال والمزارعين.

بمعنى آخر تم اقصاء من قاموا بالدور الرئيسي في الثورة وجاءوا بحكومة تفضي الى انتخابات يعرفون نتيجتها سلفا لما يملكونه من رافعة جماهيرية مغيبة تمنحهم الشرعية التي يعلمون تماما انهم ليسوا أهلا لها….

وها هو التاريخ يعيد نفسه أمس 8 فبراير 2021 كنت أتمنى أن يصبروا (10) أيام حتى يهل علينا تاريخ 18 فبراير فيتطابق التاريخ كما تطابق الفعل….

جاتنا نيلة في حظنا الهباب…..

? ابووضاح ?

الحريه نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.