مبارك الكودة يكتب..خاطرة أمل

0

الثورة ك ( فعل )عملية مستمرة لإحداث التغيير المنشود ، ولن تكتمل كقيمة مطلقة وتنال الدرجة الكاملة وتنتهي كمشروع الي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لأن طموحات الأنسان نسبية قياساً للمطلق ، فلو كان لأبن آدم وآدياً من ذهب لتمني الثاني ، كما أنها ليست قابله لأن تكون فعلاً ماضياً تنتهي بمراسم الاحتفال بحدثها الأول كما ظن عرابو السياسة لثورة ديسمبر ، وهاهي قحت نفسها يطالها التغيير بالفعل الثوري المستمر ، الذي أطاح بالانقاذ وحاضنتها الحركة الإسلامية من قبل ، والحركة الإسلامية في تقديري لم تسقط في ديسمبر بل سقطت يوم أن سطا جناحها العسكري بليل علي السلطة ،ولو لم ترتكب الحركة الإسلامية هذه الخطيئة لكانت الآن مثالاً يحتذي بها ، ولكن من سننه أيضاً جل شأنه أن ينزل من فضله بقدرٍ ما يشاء علي من يشاء لحكمة يعلمها ٠

والفعل الثوري المستمر يُجَسِّده قوله تعالي(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ )ۚوهذه الآية سنة حتمية ولن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً ،ويقول(ص): المدينة تطرد خبثها ، وهذا الحديث من تلك الآية فالمدافعة هي التي تطرد الخبث وبها يدمغ الحق الباطل فإذا هو زاهق (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ٠

لقد تكبرت قحت وتجبرت وها هي الآن تضمحل وتتقزم ، وستبقي الحاضنة الجديدة التي نصت عليها الوثيقة الدستورية ما بقيت أخلاقها وكما قال الشاعر :إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فأن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا وهكذا تسير الحياة بنواميسها وسننها والعاقل من اتعظ بغيره ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)لقد نصحنا ونصح غيرنا قحت مراراً وتكراراً بأن يجعلوا من قانون تسوية الصف قاعدة ومنصة لانطلاق الثورة ، فأن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص فلم يسمعوا نصحنا وجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا وقالوا لنا كما قال الذين من قبلهم ( الما عاجبوا يشرب من البحر ) وها أنا أعيد ذات النصيحة الإستراتيجية مرةً أخري لهؤلاء قائلاً : لابد من تسوية الصف السوداني لأن ذلك تمامٌ لِأيِّ عملٍ جاد وقال ( ص ) ( أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ !! وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) وهذا القول أيضاً سنة إجتماعية لا لبس فيها ولا غموض ولا تحتاج لشرح ، والذي سرني جداً أن إخوتنا الكرام مالك عقار وياسر عرمان وجبريل إبراهيم ومني اركو والتوم هجو وأسامة سعيد يعتقدون كما أعتقد بأن المعادلة السياسية لن تكتمل بدون السودانيين الإسلاميين ، وأنه ليس هنالك عزلاً سياسياً لحامل فكر ، كما أنه لا كبير علي القانون ، ومن أوجب واجبات هذه الثورة أن ترد الحقوق المادية والجنائية لأهلها ، وأن يطال العقاب كل من سفك دماً ، أو سرق مالاً ، أو أستغل سلطةً ، وأن يكون ذلك بالقانون ومؤسساته ، لا بلجان التشفي كما أعترف رئيس لجنة التفكيك الفريق أول ياسر العطا والذي باعترافه هذا وجب عليه أيضاً أن يتبرأ من هذا الظلم الذي وقع علي الأبرياء من الناس برد حقوقهم اليهم ، فالظلم ظلمات والحق عز و جل ينصر دولة العدل ولو كانت كافرة ، ويهزم دولة الظلم ولو كانت مسلمة ٠

اللهم أحفظ السودان وأهله من الساسة وفجورهم ٠

مبارك الكوده

١٨ / نوفمبر / ٢٠٢٠
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.