اخبارمقالات الرأي
قاعدة الزرق ضربة للمليشيا (في الأنكل)
لم تستفق المليشيا الإرهابية ولا حليفتها السياسية (تقزّم) التي تمثل وجهها السياسي (القبيح السنيح) ولا داعميها الإقليميين شركاؤها في دماء السودانيين وأعراضهم وأموالهم..
لم يستفيقوا جميعاً من ضربة قاعدة الزرق وكر التمرد فقد علا بكاء الجنجويد وصراخهم وصراخ أذيالهم التقدميون وقد دخلت عليهم المشتركة من كل باب فإذا هم غالبون..
قاعدة الزرق لمن لا يعرفها تمثّل موقعاً (لتفريخ) المتحركات التي تستهدف مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور بالهجمات الفاشلة التي تكسرّت على صدور الرجال ورماحهم وصبرهم وثباتهم وبطولاتهم..
القاعدة التي تبعد شمال شرق مدينة الفاشر بحوالي 90 كيلومتر معقل معاقل التمرد الغاشم التي بناها نحواً من ثماني سنوات أو تقل قليلاً..
وحيث أنها تقع في مناطق الثقل لقبيلة الزغاوة فهي (دار زغاوة) وقد اتخذتها حركات دارفور التي قاتلت نظام البشير ردحاً من الزمن (مستقراً ومستودع) ذلك لموقعها الاستراتيجي المطل على مثلث دولتي تشاد وليبيا حيث يسهل الدخول والخروج في إطار الحملات العسكرية ضد القوات المسلحة..
بعيد نهاية معركة قوز دنقو في أبريل من العام 2015م والقضاء على حركات دارفور مجتمعة (جبريل ومناوي) وخروجها من المعادلة العسكرية وهجرتها إلي ليبيا وجدت مليشيا آل دقلو الفرصة مواتية تماماً لبناء قاعدة خاصة بها على أنقاض قاعدة الحركات..
فبدأت منذ العام 2016م في تهيئة القاعدة وتجييرها لصالحها وصالح حاضنتها قبيلة الرزيقات وهذا دأب المليشيا وعقليتها التي تسعى دوماً للتمدد والتغيير (الديموغرافي)..
فتم ترحيل عدداً كبيراً من أسر الضباط الخلا والأفراد الأبالة من قبيلة الرزيقات للمنطقة وأصبحت على غرار وحدات الجيش العسكرية قسم منها للسكن والآخر قاعدة عسكرية تذخر بكل أنواع الأنشطة.. وقد لاقت هذه الخطوة لو تذكرون سادتي اعتراضاً من الشيخ موسى هلال الذي عارض الأمر تماماً باعتبار أن ذلك ضد الجغرافيا السكانية وضد التاريخ وكذا فعلت التنسيقية العليا للمحاميد..
كان لهذا الاعتراض إلى جانب عدة اختلافات بين الهالك والشيخ موسى هلال من عوامل الهجوم على مستريحة واعتقال موسى هلال وعدداً من أبنائه ومعاونيه وذلك نهاية نوفمبر من العام 2017م
كان الأساس في إنشاء قاعدة الزرق مدرعات القوات المسلحة التي دفعت بها في إطار خطة جمع السلاح بإقليم دارفور وبلغت في مجملها 54 مدرعة من نوع BTR وهي بهذا العدد كتيبة مدرعات..
معروف أن التسليح الذي يوجد على هذه المدرعات الروسية الصنع المدفع 14.5 ملم أو المدفع 30 ملم وكان توزيعها بالإقليم 20 قطعة مناصفةً بين كتم والزرق وثلاث قطع بمليط وست قطع بجبل عامر..
اُتفق على أن يتم الاحتفاظ بباقي المدرعات البالغة 25 (كقوة احتياط) في منطقة الزرق وهذا يؤكد ما ذهبت إليه من أن هذه المدرعات كانت هي أساس إنشاء قاعدة المليشيا..
بعد انتهاء من الخطة الموضوعة لجمع السلاح بالإقليم تجمعّت كل المدرعات بالزرق وقررت قيادة القوات المسلحة إعادة هذه الناقلات لسلاح المدرعات بالشجرة ولكن المليشيا ظلت (تماطل) في إعادتها توطئة للاستيلاء عليها (بوضع اليد) في تصرف غريب لم تحرك قيادة القوات المسلحة ساكناً تجاه التعاطي معه وقد كان يقود هذه القوة من المدرعات المقدم خلا حمدان أحمد سعيد زكريا.. بتاريخ 12 يوليو 2022م زار الهالك حميدتي قاعدة الزرق وبدا (منتشياً) مستعرضاً قواته بضمنها (كتيبة الجيش) المكونة من مدرعات البي تي آر.. أشاد الهالك خلال الزيارة بالقوة مؤكداً أن المليشيا أصبح ليها (مدرعات) وأن قائدها أصبح قائد للمدرعات في السودان.. ثم استدرك القول إنه يقصد (مدرعات المليشيا) وإن كانت بدائية في التقنية والتسليح لكن القصد أن تجاري العربة اللاندكروزر..
لا يُعلم بماذا أمد الداعم الإقليمي المليشيا بقاعدة الزرق التي صارت مستودعاً استراتيجياً كبيراً للمليشيا مضمرةً أنه سيفيدها كثيراً في حربها التي خططت لها.. ما هي جنسيات الخبراء الأجانب الذي قدموا للقاعدة وشاركوا في تدريب عناصر المليشيا وعلى أي سلاح تم التدريب أصلاً؟؟..
ثم أنه لم يزر هذه القاعدة طيلة الفترة التي سبقت الحرب وأعقبت زيارة الهالك لها مسؤول في قيادة القوات المسلحة وليست هناك تقارير كافية عن محتوياتها
لكل ما تقدّم يعتبر دخول القوات المسلحة والمشتركة لقاعدة الزرق انتصاراً ساحقاً ماحقاً لقوة المليشيا العسكرية والمعنوية على حد سواء لم تكن تتوقعها وليس أدل من أنها ضربة موجعة (وفي الأنكل) من ظهور والد الهالك حمدان دقلو وهو يحمل السلاح ليثبت أنه من ذات الملة المجرمة وأنه ولد (فاجراً كفاراً)..
سيكون لهذا الانتصار الكبير ما بعده في استئصال هذا (الورم السرطاني) من جسد الوطن وسيكثر صراخ المليشيا وعويلها في مقبل الأيام وسيعلو صدي رجع هذا البكاء في عملاء السياسة في تقدم..
سيتحدثون عن قصف الكومة وغيرها ويسوّقون أنه بسبب أنها (حواضن) ولكن فقه الجيش وعقيدته القتالية لا تنسجم وأفعال التمرد فهذه المواقع تتجمع فيها القوات لتكرار الهجمات على الفاشر التي ستبقى عصيّة وأبيّة عليهم ومصارع لعناصرهم وقادتهم ومرتزقتهم بحول الله وقوته.. الله أكبر والنصر للقوات المسلحة والخزي والعار والهزيمة للمليشيا ومن شايعها ولا نامت أعين الجبناء.
اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام